الرئيسية

الصين تستغل الحرب التجارية الأمريكية.. هل تفقد واشنطن نفوذها الإقتصادي؟

هومبريسع ورديني

أشارت صحيفة “وول ستريت جورنال” إلى أن السياسة التجارية التي إنتهجها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، من خلال فرض رسوم جمركية على الواردات، منحت الصين فرصة سانحة لتعزيز نفوذها في منطقة جنوب شرق آسيا، ما يجعلها خياراً بديلاً للولايات المتحدة في مجالات الإقتصاد و الدبلوماسية.  

وبحسب الصحيفة، فقد استغل الرئيس الصيني شي جين بينغ هذه التطورات و أطلق جولة إقليمية شملت فيتنام، ماليزيا و كمبوديا، ساعياً إلى تعميق العلاقات التجارية مع دول المنطقة، مستفيداً من تداعيات القرارات الأمريكية على التجارة الدولية.  

وأوضحت الصحيفة أن إقتصادات جنوب شرق آسيا، التي لا تزال في طور النمو، باتت تبحث عن شركاء جدد لتأمين مصالحها الإقتصادية، حيث أن قادة هذه الدول يواجهون ضغوطاً متزايدة لإبرام إتفاقيات تجارية و إستثمارية دون إنتظار طويل للقرارات الأمريكية المتعلقة بالرسوم الجمركية.  

كما ذكرت الصحيفة أن نجاح الدبلوماسية الصينية في المنطقة يمكن أن يُعزى جزئياً إلى سياسات ترامب، حيث ساعدت الإجراءات الأمريكية في تهيئة الأجواء للرئيس الصيني لتعزيز حضوره الإقتصادي و التجاري في دول جنوب شرق آسيا.  

يُذكر أن ترامب فرض رسوماً جمركية موحدة بنسبة 10٪ على الواردات من 185 دولة و إقليم، بدأ تطبيقها في الخامس من أبريل، بينما وصلت الرسوم على بعض الدول مثل فيتنام إلى 46٪، و كمبوديا 49٪، و ماليزيا 24٪. 

وفي التاسع من أبريل، أعلن تعليق العمل بالرسوم الإضافية لمدة 90 يوماً لإفساح المجال أمام المفاوضات التجارية.  

إضافة إلى ذلك، يمثل التحول في المشهد التجاري فرصة لدول جنوب شرق آسيا لإعادة تقييم إستراتيجياتها الإقتصادية و التكيف مع المتغيرات الجديدة. 

فبينما تعيد الولايات المتحدة النظر في سياستها الجمركية، تسعى هذه الدول إلى تعزيز شراكاتها مع الصين و الإستفادة من مبادراتها الإستثمارية، مما قد يؤدي إلى إعادة تشكيل ميزان القوى الإقتصادية في المنطقة و دفع عجلة التنمية بوتيرة أسرع. 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق