هومبريس – ع ورديني
في خطوة تعكس التحولات الكبرى في المشهد الصناعي العالمي، كشف تقرير صادر عن شركة “أوليفر وايمان” أن المغرب أصبح الوجهة الأكثر تنافسية في تصنيع السيارات، متفوقاً على العديد من القوى الصناعية التقليدية.
فقد أشار التقرير إلى أن تكلفة اليد العاملة لإنتاج سيارة واحدة في المغرب لا تتجاوز 1000 درهم، أي ما يقارب 106 دولارات أمريكية، و هو رقم يضع المملكة في صدارة قائمة ضمت أكثر من 250 مصنعاً عالمياً، متقدمةً بذلك على دول مثل رومانيا، المكسيك، تركيا و الصين.
ويرجع هذا التفوق إلى مزيج من العوامل الاستراتيجية، أبرزها انخفاض تكاليف الإنتاج، و إرتفاع مستوى الإنتاجية، إضافة إلى بنية تحتية صناعية متقدمة جعلت المغرب خياراً مفضلاً لكبرى شركات السيارات العالمية.
وقد ساهم هذا النهج في تحقيق نمو بنسبة 29% في حجم الإنتاج خلال السنوات الأخيرة، في وقت تواجه فيه الأسواق الأوروبية تحديات أدت إلى تراجع معدلات التصنيع.
كما أوضح التقرير أن المغرب يتبنى نماذج إنتاج فعالة، تقلل من الحاجة إلى ساعات عمل هندسية مكثفة، مما يسمح بخفض التكاليف دون التأثير على جودة المنتج.
هذه الإستراتيجية الذكية تعزز من جاذبية المملكة كوجهة صناعية، و تؤكد قدرتها على المنافسة في السوق العالمية.
لايقتصر نجاح المغرب في هذا المجال على التكاليف المنخفضة فحسب، بل يمتد ليشمل قدرة البلاد على جذب الإستثمارات الأجنبية و توسيع قاعدة التصنيع، مما يؤهله ليكون مركزاً رئيسياً في سلاسل توريد السيارات على المستوى الدولي.
ومع إستمرار تطوير السياسات الصناعية و إستقطاب المزيد من الشركات العالمية، يبدو أن المغرب يشكل نموذجاً يحتذى به في مجال التصنيع المتقدم و القدرة التنافسية العالمية.
