من يعرف عبد الكريم عباسي سيذكر بلا أدنى شك إبداعاته التي تنهل من المجال ، والتاريخ وتعالج قضايا الإنسان والجبل، وتعيد الروح إلى زمن سابق وسم بالاستعمار والاحتلال ، فقسمته إلى رياح الشمال ورياح الجنوب، وأججت روح الانفصال التواقة إلى إشعال فتيل الضغينة والصراع.
وقد تجلى الاهتمام الكبير للكاتب عبد الكريم عباسي بالأدب الجهوي وبالتعريف بالمقومات الثقافية لجهة بني ملال خنيفرة من خلال الرواية والقصة ، في مشاركته رفقة مجموعة الإمتاع والمؤانسة المكونة من أدباء وفنانين من تطوان طنجة والعرائش وسطات بتوقيع كتابين جماعيين من تنسيق الكاتب والإعلامي والمختص في كتابة البورتريهات على الصعيد العالمي السيد حسن بريش. الكتاب الأول كتاب جماعي حول الراحلة عزيزة يحضيه شارك فيه 91 كاتبا وكاتبة بمقالاتهم وشهاداتهم حول الراحلة، وهو من منشورات رابطة كاتبات المغرب ودعم من وزارة الثقافة المغربية. أما الكتاب الثاني وهو من تأليف نفس الكاتب تحت عنوان “من وحي الغواية.. أنا وهؤلاء” ويحمل 59 بورتريها لأدباء وفنانين مغاربة. إضافة إلى ذلك شارك رفقة مجموعة من المبدعين في توقيعات العديد من مؤلفات أعضائها طيلة يومي 3 و4 و5 يونيو في أروقة مختلفة، وفي مساء 5 يونيو كانت المجموعة المكونة من 30 كاتبا وكاتبة في لقاء مفتوح مع الروائي عبد الكريم عباسي حول تجربته الروائية .
عبد الكريم عباسي ينسج إبداعاته من ربط بين ضفتي المتوسط ، ليجعل القارئ ينتشي برياحه، ويجد ملاذه وتيهه في وهمه، ويستدرك خطيئة رياحه ، وينسج مع الآخر ملحمة أسطورية تمتد إلى روسيو وتاريخ ليشبونة الضارب في عمق القدم ، وتعود إلى القصيبة بعراقة تراثها وتاريخها ورباطة جأش سكانها.
وقد سعى الكاتب في مستهل الحديث عن تجربته الروائية أن يحرص على الدور الكبير الذي يلعبه المبدعون في التعريف بالجهة ، وبتراثها وثقافتها وبيان خصائصها ومشخصاتها الثقافية، خاصة وأن جهة بني ملال خنيفرة تتميز بتعدد روافدها الثقافية والاثنوغرافية
