هومبريس – ع ورديني
في أجواء روحانية و علمية متميزة، شهدت جهة بني ملال–خنيفرة إنطلاق فعاليات الندوة الدولية المنظمة تحت الرعاية الملكية السامية، حول موضوع “عناية أهل التصوف بالعلوم الشرعية و الإنسانية”، و ذلك تخليداً للذكرى الخامسة و الخمسين لانتفاضة سيدي محمد بصير التاريخية بمدينة العيون.
وقد حضر حفل الإفتتاح، الذي احتضنته زاوية الشيخ سيدي إبراهيم البصير ببني عياط، شخصيات وازنة في مقدمتها عادل براكات، رئيس الجهة، إلى جانب محمد بنرباك، والي الجهة، و حسن بنخيي، عامل إقليم أزيلال، بالإضافة إلى نخبة من العلماء و الباحثين من داخل المغرب و خارجه.
الندوة، التي نظمتها مؤسسة محمد بصير للأبحاث و الدراسات و الإعلام، بشراكة مع المجلس العلمي الجهوي و شعبة الدراسات الإسلامية بجامعة السلطان مولاي سليمان، شكّلت منصة علمية رفيعة لتسليط الضوء على إسهامات التصوف المغربي في ترسيخ العلوم الشرعية و الإنسانية، وتفنيد الصور النمطية التي تُلاحق هذا الموروث الروحي العريق.
وقد تميزت الجلسات العلمية بعرض أبحاث رصينة تناولت دور الزوايا في نشر العلم، و تكوين العلماء، وتعزيز قيم الوسطية و الإعتدال، مع إبراز نماذج من أعلام التصوف الذين جمعوا بين المعرفة الشرعية و الإنخراط المجتمعي.
كما تم تنظيم معرض وثائقي للكتب و المخطوطات النادرة الخاصة بالزاوية البصيرية، مما أتاح للحضور فرصة الإطلاع على إرث علمي و روحي غني، يعكس عمق التجربة الصوفية المغربية و تفاعلها مع قضايا الأمة.
وتأتي هذه التظاهرة العلمية في سياق وطني يُثمّن المرجعية الدينية المعتدلة للمملكة، و يُعزز من مكانة الزوايا كمؤسسات روحية و علمية ساهمت في بناء الهوية المغربية، و تحصينها من الغلو و الإنغلاق.
