
هومبريس – ج السماوي
تحمل كلمات الشكر التي وجهها رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، للمملكة المغربية، دلالات سياسية و إستراتيجية تتجاوز مجرد الإعتراف بالمساعدة التقنية.
فهذه المبادرة المغربية، التي جاءت في لحظة أزمة طاقية حادة، تعكس مكانة المغرب كشريك موثوق، و تعزز صورة العلاقة الثنائية التي انتقلت من التعاون التقليدي إلى شراكة أكثر عمقاً تشمل مجالات حيوية كالأمن الطاقي و الدعم التقني.
ويبرز هذا الحدث مستوى النضج الذي وصلت إليه العلاقات المغربية-الإسبانية، حيث لم يعد التعاون مقتصراً على الملفات الأمنية و الهجرة، بل امتد ليشمل قطاعات إستراتيجية ذات تأثير مباشر على إستقرار البلدين.
كما يعكس رؤية المغرب الجديدة، التي تقوم على تكريس مبدأ الشراكة المتوازنة، بعيداً عن التبعية التقليدية، وهو ما يتماشى مع توجه المملكة في التعامل مع الجوار الأوروبي بندية ووضوح.
وعلى المستوى الإقليمي، فإن هذه المبادرة المغربية تؤكد الأهمية المتزايدة للمملكة في قطاع الطاقة والربط الكهربائي، حيث أصبح المغرب لاعباً محورياً في تأمين إستقرار المنطقة، مما يعزز موقعه كمركز إقليمي في هذا المجال الحيوي.
هذا الإعتراف الإسباني العلني بقيمة الدعم المغربي لا يعكس فقط مدى تطور العلاقات بين البلدين، بل يرسّخ أيضاً مكانة المغرب كشريك إستراتيجي لا غنى عنه في المنطقة، ما يفتح آفاقاً جديدة لبناء فضاء متوسطي أكثر إستقراراً و تكاملاً.
إلى جانب البعد السياسي و الإستراتيجي لهذه المبادرة، يعكس دعم المغرب لإسبانيا في أزمة الطاقة مدى تطور بنيته التحتية الكهربائية و قدرته على لعب دور فاعل في إستقرار الإمدادات الطاقية بالمنطقة.
فالمملكة، بفضل إستثماراتها المتزايدة في الطاقات المتجددة و شبكات الربط الكهربائي، باتت تمتلك الإمكانات اللازمة لتكون مركزاً إقليمياً لحلول الطاقة، ما يفتح المجال أمام مزيد من التعاون في هذا القطاع الحيوي مع أوروبا و دول الجوار.