
هومبريس – ج السماوي
في كارثة طبيعية غير مسبوقة، ارتفعت حصيلة ضحايا الفيضانات العنيفة التي اجتاحت إقليم كاب الشرقي بجنوب إفريقيا إلى 49 قتيلاً، بينما لا يزال عدد من الأشخاص في عداد المفقودين، وفقاً لما أعلنه الوزير الأول للإقليم، أوسكار مابوياني.
هذه الفيضانات الكارثية، التي ضربت المنطقة بقوة، تسببت في مآسٍ إنسانية، حيث جرفت السيول حافلة صغيرة كانت تقل 13 تلميذاً و شخصين بالغين أثناء توجههم نحو ثانوية جومبا عبر جسر إيفاتا، مما أدى إلى فقدان جميع ركابها وسط المياه العاتية.
وفي ظل استمرار عمليات البحث، حذر المسؤولون من ارتفاع محتمل في عدد الضحايا، خاصة في بلدية مقاطعة أور تامبو، حيث أدت الفيضانات و الإنهيارات الأرضية إلى تشريد مئات الأسر، تاركةً خلفها مشاهد مأساوية من الدمار.
الوزير الأول للإقليم وصف الوضع بأنه كارثي بكل المقاييس، مشيراً إلى أن السلطات المحلية تواجه تحديات هائلة في إدارة الأزمة، في ظل أزمة مناخية حادة ونقص حاد في الموارد، مما يعيق جهود فرق الإنقاذ و الطوارئ.
وفي مقاطعة أماثولي، أجبرت الأمطار الغزيرة المئات من سكان الأحياء العشوائية على النزوح، خاصة في مناطق باتروورث و منكوما، حيث تم إيواء عدد كبير منهم في ملاجئ مؤقتة وسط ظروف صعبة.
من جهتها، أصدرت مصالح الأرصاد الجوية الجنوب إفريقية تحذيراً من المستوى البرتقالي (الدرجة السادسة)، مع توقعات بإستمرار التساقطات الثلجية الكثيفة في المناطق المرتفعة، إلى جانب فيضانات واسعة النطاق و هبوب رياح عاتية تهدد بمزيد من الدمار.
هذه الفيضانات الشتوية غير المسبوقة، التي ضربت مناطق اعتادت على تساقطات موسمية صيفاً، تثير مخاوف متزايدة بشأن التغيرات المناخية و تأثيراتها المتفاقمة على المناطق المعرضة للكوارث الطبيعية.
إضافة إلى ذلك، تسعى السلطات المحلية إلى تعزيز إستراتيجيات إدارة الكوارث عبر تطوير أنظمة إنذار مبكر و تحسين البنية التحتية المقاومة للفيضانات، مما يساعد في تقليل الخسائر البشرية و المادية مستقبلاً.
كما تعمل فرق الإغاثة على تقديم الدعم النفسي و الإجتماعي للمتضررين، خاصة الأسر التي فقدت منازلها و أفرادها، لضمان إعادة تأهيلهم و دمجهم في المجتمع بعد هذه الكارثة المدمرة.