الرئيسية

حسب دراسات.. تدخين السجائر من بين أبرز العوامل المسببة لأمراض المسالك البولية

هومبريس 

بقلم : زكرياء الناسك

يعد التدخين آفة عالمية معروفة منذ عقود بآثارها المضرة بالصحة، فإذا كانت العلاقة بين التدخين و بعض الأمراض من قبيل مشاكل الجهاز التنفسي و أمراض القلب و الشرايين و السرطان جد معروفة و موثقة بشكل كبير، فإن وقع التدخين على صحة المسالك البولية لا زال يعاني في أغلب الأحيان من الإستخفاف بقدره و الإستهانة به، يتوخى هذا المقال تسليط الضوء على الإرتباطات المهمة بين إستهلاك السجائر و أمراض المسالك البولية، إضافة إلى الإمكانيات التي توفرها المنتجات البديلة في مجال الحد من المخاطر المرتبطة بالتدخين.

الإرتباط بين التدخين و أمراض المسالك البولية عميق و متنوع في آن واحد، فعلى سبيل المثال، يعد سرطان البروستاتا من بين الأمراض التي يشيع ربطها مع إستهلاك السجائر، فقد كشفت أبحاث معمقة أن العوامل المسرطنة الموجودة في الدخان يمكن أن تتسبب في إتلاف الحمض النووي لخلايا البروستاتا، و أن تؤدي من خلال ذلك إلى تعزيز نمو الأورام الخبيثة، من جانب آخر، يرتبط سرطان المثانة بشكل أكبر و أكثر مباشرة مع التدخين، فالجزء الكبير من المكونات الكيماوية الضارة التي تُستنشق مع الدخان يتم التخلص منها عبر الكلي و تمر من المثانة، حيث يمكنها أن تتسبب في الإخلال بالإفرازات الداخلية، و بالتالي أن ترفع بشكل ملحوظ من مخاطر الإصابة السرطان.

بالإضافة إلى السرطان، يؤثر التدخين أيضاً بشكل كبير في العديد من الحالات المرضية، من قبيل ضعف الإنتصاب (ED) و أعراض الجهاز البولي السفلي (LUTS)، فالمواد السامة الموجودة في السجائر يمكن أن تتسبب في تلف الأوعية الدموية، مما يضر بتدفق الدم اللازم للإنتصاب، كما يمكن أن يؤدي الإلتهاب و الإجهاد التأكسدي الناجم عن التدخين إلى تطوير أو تفاقم مشاكل المسالك البولية السفلية، و التي تتميز بمجموعة من الأعراض المزعجة مثل كثرة التبول و إلحاح البول.

بالنظر إلى هذه الحقائق المثيرة للقلق، فإن الإقلاع التام و النهائي عن التدخين هو الإجراء الوقائي الأمثل و الأكثر فعالية في مواجهة هذه المخاطر، و مع ذلك، فقد يشكل الإقلاع عن التدخين بالنسبة لبعض المدخنين تحدياً كبيراً لا يمكن التغلب عليه، و هنا يأتي دور بدائل السجائر، مثل التبغ المسخن و السجائر الإلكترونية و العلاج ببدائل النيكوتين (NRT)، فعلى الرغم من أن هذه الحلول البديلة ليست خالية من المخاطر، إلا أنها يمكن أن تشكل خياراً أقل ضرراً بالنسبة للمدخنين الذين يكافحون من أجل الإقلاع عن هذه العادة الضارة، فهذه البدائل توفر لهم مصدرا للنيكوتين يقلل أو يزيل من أحتمال التعرض للمواد السامة الناتجة عن الإحتراق.

لذلك يظل الوعي بتأثير التدخين على صحة المسالك البولية أمرا بالغ الأهمية في سبيل تطوير إستراتيجيات فعالة لمكافحة التدخين، و بينما يبقى الإقلاع الكامل و النهائي عن التدخين هو الحل الأمثل للوقاية من أمراض المسالك البولية، فإن المنتجات البديلة تقدم سبلا مفيدة للحد من المخاطر المرتبطة بالتدخين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق