الرئيسية

بين الوقاية و التدخل السريع.. كيف نجح المغرب في الحد من تأثير الكوارث البيئية؟

هومبريسح رزقي 

في ظل الجهود المكثفة لحماية الغابات المغربية، كشفت الوكالة الوطنية للمياه و الغابات عن إنخفاض ملحوظ في المساحات المتضررة من الحرائق خلال عام 2024، حيث لم تتجاوز 874 هكتاراً، مقارنةً بـ 6426 هكتاراً في العام السابق، مما يمثل تراجعاً بنسبة 86%.

هذا التحسن اللافت لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتيجة إستراتيجية وقائية فعالة، حيث تم تسجيل 382 حريقاً غابوياً، معظمها لم يتجاوز بضع هكتارات قبل السيطرة عليه.

 وقد ساهمت الظروف المناخية المعتدلة خلال أشهر الصيف في الحد من إنتشار النيران، إلى جانب التدابير الإستباقية التي إعتمدتها الجهات المختصة، مثل تعزيز دوريات المراقبة، و صيانة المسالك الغابوية، و تهيئة نقاط المياه. 

على المستوى الجغرافي، كانت جهة طنجة-تطوان-الحسيمة الأكثر تعرضاّ للحرائق من حيث العدد، حيث سجلت 123 حريقاّ، بينما كانت جهة فاس-مكناس الأكثر تضررًا من حيث المساحة، إذ التهمت النيران 357 هكتاراً من غطائها الغابوي.

لم تقتصر الجهود على التدخل السريع، بل شملت أيضاً حملات توعية واسعة النطاق، حيث استفاد منها 27 ألف تلميذ و زائر للغابات، مما عزز الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة و تقليل المخاطر البشرية التي تؤدي إلى إندلاع الحرائق.

وفي إطار الإستعدادات لصيف 2025، خصصت الوكالة 160 مليون درهم لتعزيز الإمكانيات اللوجستية و التقنية، بهدف رفع جاهزية فرق التدخل، و توسيع الحراجة الغابوية، و تحسين أنظمة الإنذار المبكر، لضمان موسم أكثر أماناً و إستقراراً.

هذه النتائج الإيجابية تعكس نجاح المقاربة التشاركية التي تجمع بين مختلف الفاعلين، من سلطات محلية و قوات مسلحة و مديرية الوقاية المدنية، مما يجعل المغرب نموذجاً في إدارة المخاطر البيئية و مكافحة حرائق الغابات بفعالية.  

إضافةً إلى ذلك، تعمل الجهات المختصة على تطوير تقنيات جديدة لرصد الحرائق في مراحلها الأولى، حيث يتم اختبار إستخدام الطائرات المسيرة المزودة بأنظمة إستشعار حراري متقدمة، مما يتيح الكشف المبكر عن أي نشاط غير طبيعي في المناطق الغابوية. 

هذه التكنولوجيا الحديثة ستساهم في تحسين سرعة الإستجابة و تقليل الأضرار الناجمة عن الحرائق، مما يعزز فعالية التدابير الوقائية المتخذة.  

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق