اقتصادالرئيسيةتعليم ورياضة

المرأة المنتجة من التمكين إلى الريادة”.. منتدى يفتح آفاق التمويل أمام نساء جهة بني ملال خنيفرة

حميد رزقي

 في إطار التوجهات الوطنية الداعمة للتمكين الاقتصادي والاجتماعي للنساء، احتضنت سوق السبت بإقليم الفقيه بن صالح المنتدى الإقليمي حول مصادر التمويل تحت شعار “المرأة المنتجة من التمكين إلى الريادة”، وذلك في سياق تنزيل مشروع “المرأة المنتجة رافعة للتنمية” الذي تشرف على تنفيذه جمعية سفوح الأطلس للتنمية والبيئة بسوق السبت، بشراكة مع وكالة التنمية الاجتماعية، في إطار برنامج التأهيل والتمكين الاقتصادي للنساء والأشخاص في وضعية إعاقة بجهة بني ملال خنيفرة.

المنتدى، الذي شكل محطة تفاعلية مفتوحة بين النساء المستفيدات والمؤسسات المعنية، يأتي تتويجًا لجهود تكوينية ومواكبة شملت 367 امرأة من مختلف الجماعات الترابية بإقليم الفقيه بن صالح، تم تأهيلهن لإطلاق مشاريع مدرة للدخل، والولوج إلى سوق الشغل، في أفق بروز تعاونيات نسائية ومقاولات صغيرة تعزز النسيج الاقتصادي المحلي.

 تمكين اقتصادي في قلب النموذج التنموي

يندرج هذا المشروع الطموح في صلب التوجيهات الملكية السامية التي تؤكد على دور النساء في تحقيق التنمية الشاملة، وتوصيات النموذج التنموي الجديد الذي وضع الإدماج الاقتصادي للمرأة ضمن أولوياته الكبرى، إلى جانب التزام الحكومة في برنامجها (2021-2026) بضرورة الرفع من معدل نشاط النساء، وتوسيع فرص التمويل والدعم الموجه إليهن.

وفي كلمتها الافتتاحية، أكدت ممثلة جمعية سفوح الأطلس على أن هذا المنتدى يشكل فضاءً للتواصل والتوجيه، وفرصة لتقوية الروابط بين النساء والفاعلين الترابيين والمؤسساتيين، مشيرة إلى أن الرهان اليوم هو الانتقال من منطق التمكين إلى منطق الريادة والمبادرة الحرة.

عروض مؤسساتية تكشف عن فرص التمويل والدعم

تميزت الجلسة الافتتاحية بكلمات لكل من وكالة التنمية الاجتماعية ومجلس جهة بني ملال خنيفرة، تلتها مداخلات متنوعة قدمتها مؤسسات حكومية ومالية، حيث تم تسليط الضوء على البرامج والآليات المتاحة لدعم النساء في مختلف المجالات، إذ قدم قسم العمل الاجتماعي بإقليم الفقيه بن صالح عرضا مفصلا حول الفرص التي توفرها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بينما استعرض التعاون الوطني سبل المواكبة والتتبع والدعم الاجتماعي الموجه للنساء.

وتناولت المديرية الجهوية للفلاحة البرامج الخاصة بالنساء في الوسط القروي، كما سلط مكتب التنمية والتعاون الضوء على سبل الدعم التقني والمؤسساتي لفائدة التعاونيات النسائية، في حين قدم كل من المركز الوطني للاستشارة الفلاحية ووكالة التجاري وفابنك ودار المقاول معطيات دقيقة حول إمكانيات التمويل وآليات القروض المخصصة للنساء حاملات المشاريع.

قصص نجاح.. ونقاش مفتوح

أحد أبرز لحظات المنتدى كانت عروضًا لعدد من المشاريع النسائية الناجحة بالإقليم، والتي جسدت بشكل ملموس نتائج التمكين والمواكبة، ما شكل مصدر إلهام للمشاركات. كما خُصص حيز مهم لنقاش مفتوح وتفاعل مباشر بين النساء الحاضرات وممثلي المؤسسات، لتقديم شروحات عملية حول شروط ومراحل الاستفادة من البرامج المعروضة.

التوصيات: نحو تمكين مستدام وريادة حقيقية

في ختام المنتدى، خلص المشاركون إلى جملة من التوصيات التي تؤكد أهمية استمرارية المواكبة التقنية والتكوين لفائدة النساء المقاولات مع ضرورة تسهيل ولوجهن إلى التمويلات من خلال تبسيط المساطر الإدارية، كما تمت الدعوة إلى تشجيع إحداث منصات محلية تعنى بالتشبيك والتسويق لفائدة التعاونيات النسائية، مع التأكيد على دعم النساء في مسار تحقيق الاستقلالية الاقتصادية وتحسين أوضاعهن الاجتماعية، ويظل هذا المنتدى محطة ضمن مسار طويل لبناء مقاربات شمولية تستجيب لحاجيات النساء وتدعم أدوارهن في التنمية المحلية.

يبقى هذا المنتدى محطة من بين محطات عدة في مسار بناء مقاربات شمولية تستجيب لحاجيات النساء، وتفسح المجال أمامهن للانتقال من وضعية الهشاشة إلى أدوار قيادية داخل الاقتصاد المحلي، في أفق مغرب أكثر عدالة وتوازنًا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق