هومبريس – ح رزقي
مع ارتفاع درجات الحرارة واقتراب موسم النزهات والأنشطة الخارجية، يزداد خطر الإصابة بالتسمم الغذائي، وهو أحد أكثر المشكلات الصحية شيوعًا في فصل الصيف.
فبينما يسعى الناس للهروب من روتين الحياة اليومية عبر حفلات الشواء أو تناول الطعام في الهواء الطلق، تتكاثر البكتيريا في الأطعمة المكشوفة بسرعة مذهلة، مما يجعل كل وجبة غير محمية فرصة محتملة للإصابة.
بحسب المركز الأميركي للسيطرة على الأمراض (CDC)، يُصاب نحو 48 مليون شخص سنويًا في الولايات المتحدة بتسممات غذائية، معظمها ناتج عن تناول أطعمة ملوثة بالبكتيريا مثل السالمونيلا والإشريكية القولونية والعطيفة.
وتزداد هذه الحالات بشكل ملحوظ خلال فصل الصيف، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة ونسب الرطوبة، وهما عاملان مثاليان لتكاثر الجراثيم والبكتيريا المسببة للتسممات الغذائية، خاصة في ظل ضعف شروط الحفظ والتخزين، وسوء ممارسات النظافة في الهواء الطلق.
عادات شائعة… لكنها خطيرة
من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى التسمم الغذائي في الصيف:
– الطهي غير الكامل: خاصة اللحوم والدواجن، التي قد تبدو ناضجة من الخارج لكنها نيئة من الداخل.
– ترك الطعام في “منطقة الخطر”: أي بين 5 و60 درجة مئوية، حيث تنشط البكتيريا بسرعة.
– إهمال النظافة: سواء في أدوات الطهي أو الأيدي أو أماكن تناول الطعام.
وتوصي وزارة الزراعة الأميركية بحفظ الطعام البارد في درجة حرارة منخفضة، والطعام الساخن في درجة حرارة مرتفعة، والتخلص من أي طعام مكشوف تُرك لأكثر من ساعة في أجواء حارة.
خطوات بسيطة تحميك
وفقًا لمجلة هيلث وخبراء الصحة العامة، يمكن تقليل خطر التسمم الغذائي باتباع هذه الإرشادات:
– غسل اليدين جيدًا قبل وبعد تحضير الطعام.
– استخدام ميزان حرارة للتأكد من نضج اللحوم.
– تجنب التلوث المتبادل بين الأطعمة النيئة والمطهوة.
– تخزين الطعام في حاويات محكمة الإغلاق.
– تجنب تناول الأطعمة المكشوفة أو التي تظهر عليها علامات التلف.
أعراض لا يجب تجاهلها
تشمل الأعراض الشائعة للتسمم الغذائي: الإسهال، تقلصات المعدة، الغثيان، القيء، والحمى، وقد يصاحبها أيضاً صداع، تعب عام، فقدان شهية، أو جفاف خفيف.
وقد تكون الأعراض أكثر حدة لدى كبار السن، الأطفال، والحوامل، و في حال ظهورها، يُنصح بشرب السوائل بكثرة وطلب العناية الطبية عند الضرورة.
لماذا الصيف هو موسم الخطر؟
الحرارة والرطوبة في الصيف تخلق بيئة مثالية لتكاثر البكتيريا، كما أن العادات الموسمية — مثل تناول الطعام في الهواء الطلق أو الاعتماد على مطاعم سريعة — تزيد من فرص التعرض للتلوث الغذائي.
كما أن السفر والتخييم، رغم متعتهما، يضعفان من شروط التخزين والنظافة بسبب محدودية وسائل التبريد، وصعوبة الوصول إلى مصادر المياه النظيفة، ما يجعل الوقاية من التسمم الغذائي أكثر أهمية من أي وقت آخر.
نحو صيف آمن وصحي
الوقاية من التسمم الغذائي لا تتطلب مجهودًا خارقًا، بل وعيًا بسيطًا وسلوكًا مسؤولًا، فاختيار الأطعمة الآمنة، والالتزام بالنظافة، والانتباه لطرق التخزين، يمكن أن يحوّل الصيف من موسم المخاطر إلى فصل مليء بالذكريات الجميلة… والصحية.
