
هومبريس
أكد المتدخلون في افتتاح الدورة الإستثنائية العاشرة للمؤتمر الوزاري الإفريقي حول البيئة، أمس الخميس بأبيدجان، أن القارة الإفريقية، بعيداً عن كونها مجرد “ضحية” لتأثيرات التغيرات المناخية الهائلة، يمكن أن تشكل أيضاً “أرضاً” للحلول المبتكرة و المتكاملة في مكافحة تدهور الأراضي و التصحر و الجفاف.
وأضاف المشاركون في هذا المؤتمر أن القارة تزخر بإمكانيات هامة من حيث الموارد الطبيعية و توفر، بالتالي، فرصاً هائلة للتنمية، و هو ما يمكن أن يساعد في تحقيق التقدم و الإزدهار للمجتمعات.
كما اشاروا إلى أن إفريقيا تواجه أكثر من أي وقت مضى تقلبات المناخ و تحديات بيئية كبرى، مؤكدين أن الوقت حان لبلدان القارة للعمل، يدا بيد، من أجل قيادة عمل مناخي جماعي و منسق.
وأبرزوا أن الوقت حان بالنسبة لإفريقيا لتحويل طموحاتها إلى أفعال لمواجهة إشكاليات تدهور الأراضي و التصحر و الجفاف، مشيرين إلى أن المجتمع الدولي مدعو ليبدي “إهتماماً” أكبر لإنتظارات و تطلعات الدول الإفريقية في هذا الصدد، و العمل على تعبئة التمويلات اللازمة لتحقيق هذه الغاية.
ولفتوا إلى أن حوالي 65 في المئة من الأراضي في إفريقيا تعاني حالياً من التدهور، و هو ما يؤثر على أكثر من 400 مليون شخص، موضحين أن تدهور الأراضي يؤثر على 2,3 مليار شخص في العالم، معظمهم في الدول النامية، حسب المنصة الحكومية الدولية للعلوم و السياسات حول التنوع البيولوجي و خدمات النظم الإيكولوجية.
وتابعوا أنه في “كل سنة، يتم فقدان حوالي 4.4 مليون هكتار من الأراضي الزراعية بسبب التصحر، مما يقلل من الإنتاجية الفلاحية و يتسبب في نقص الغذاء بالنسبة لقرابة 68.1 مليون شخص في أفريقيا”.
وأكدوا أن التصحر يتسبب في فقدان حوالي 27.000 نوع كل سنة و يكلف الإقتصاد العالمي سنوياً 10 في المئة من ناتجه الدخلي الخام، موضحين أن إفريقيا جنوب الصحراء تتحمل 22 في المئة من التكلفة الشاملة لتدهور الأراضي.
وأضافوا أيضاً أن أكثر من 23 مليون شخص في القرن الإفريقي و 23,5 مليون في الساحل يواجهون إنعدام أمن غذائي خطير بسبب الجفاف و تدهور الأراضي.
وأبرزو أنه في مواجهة التحديات الجسيمة الناجمة عن تدهور الأراضي و التصحر و الجفاف في إفريقيا، ينبغي على المنطقة تكثيف جهودها و طموحاتها لمكافحة هذه المشاكل.
وبهذه المناسبة، قال سيمون ستيل، الأمين التنفيذي لإتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، إنه “يمكن للعمل المناخي، بل ينبغي أن يكون أعظم فرصة لأفريقيا، لرفع الروح المعنوية للشعوب و المجتمعات و الإقتصادات، بعد قرون من المعاناة جراء الإستغلال و الإهمال”.
وأضاف أنه في عالم مترابط، إذا كانت الأزمات المناخية و الإقتصادية مرتبطة عالمياً، فإن الحلول مرتبطة ببعضها البعض أيضاً، معتبراً أنه حان الوقت لعكس هذا السيناريو.