
حميد رزقي
قدّمت قافلة طبية متعددة التخصصات أزيد من 1800 خدمة صحية لفائدة ساكنة أنركي والدواوير المجاورة الواقعة على الحدود بين إقليمي أزيلال والرشيدية، في مبادرة استهدفت فك العزلة الصحية عن المناطق الجبلية النائية.
وأشرفت جمعية “رعاية للتوعية والخدمات الصحية” بالقنيطرة على تنظيم القافلة، بشراكة مع المندوبية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية بأزيلال، وبتنسيق مع السلطات المحلية، ومساهمة جمعية “موريق للتنمية والرياضة للجميع” بأنركي.
واستهدفت هذه المبادرة الصحية ساكنة تعاني منذ سنوات من صعوبة الولوج إلى العلاج، بسبب التضاريس الوعرة وبعد المراكز الصحية، ما جعل من القوافل الطبية ضرورة مُلحّة لتقليص الفجوة المجالية في الرعاية.
ووفّر الطاقم الطبي 148 استشارة في الطب العام، و88 فحصًا في طب النساء والتوليد، إلى جانب 264 استشارة في طب العيون، مع تقديم التوجيهات والمتابعة الضرورية لحالات مزمنة.
كما أجرت الفرق الطبية 64 فحصًا لمرضى السكري، و60 استشارة في طب الأنف والأذن والحنجرة، و37 حالة في طب الأطفال، ما يعكس تنوع التخصصات الطبية المعبّأة لتغطية حاجيات الساكنة.
وعزّز الطاقم الخدمات المقدمة بفحوصات الإيكوغرافيا لفائدة 13 مستفيدًا، كما استفاد 217 شخصًا من قياس الضغط ونسبة السكر في الدم، وهو ما ساهم في الكشف عن حالات جديدة وتقديم الرعاية المباشرة.
وأنجزت القافلة قياسات لحدة البصر لـ 264 مستفيدًا، كما استفاد 12 شخصًا من فحوص متقدمة لقياس السكري التراكمي، وهي تحاليل تساعد على التشخيص الدقيق لحالات السكري.
وباشر الطاقم الطبي حملة استباقية للكشف المبكر عن داء السكري، شملت 217 شخصًا، مع تقديم التوجيهات الوقائية حول أسلوب العيش والغذاء السليم لتفادي تطور المضاعفات.
ووزّعت الفرق الطبية أزيد من 566 وصفة مجانية مرفقة بالأدوية، في خطوة هدفت إلى ضمان التكفل العلاجي المجاني الكامل، والتقليل من الأعباء المادية التي ترهق الأسر في هذه المناطق.
وفي السياق ذاته، نظّمت الأطر الصحية جلسات توعوية لفائدة 187 امرأة حول صحة الأم والطفل، تطرقت لمواضيع تتعلق بالرعاية أثناء الحمل، والتغذية، ومتابعة التطعيمات الأساسية للمواليد.
وأطّرت الفرق المشرفة 300 مستفيد ضمن أنشطة تحسيسية حول نظافة الفم والأسنان، استهدفت التلاميذ والنساء، وذلك بغرض تعزيز الممارسات الصحية اليومية في الوسط القروي.
واعتمدت المبادرة الصحية على مقاربة مندمجة تمزج بين العلاج المباشر والتربية الصحية، لإرساء ثقافة وقائية تُقلّص من نسبة الإقبال على العلاج في مراحل متقدمة ومكلفة.
وثمّنت فعاليات مدنية ومحلية هذه القافلة التي أعادت الثقة في العمل الصحي الميداني، وقلّصت من كلفة التنقل صوب المستشفيات، خاصة وسط الأسر التي لا تملك تغطية صحية. واعتبرت المبادرة شكّلت نقلة نوعية في تقريب الخدمات من المناطق المهمّشة، وسدّت مؤقتًا ثغرات العرض الصحي العمومي في الأقاليم الجبلية.
كما دعت جمعيات المجتمع المدني إلى مأسسة هذه القوافل بشكل دوري، وتعزيز الدعم المؤسساتي لها، حتى تصبح رافدًا دائمًا لتخفيف الهشاشة الصحية في المناطق النائية.