
هومبريس
أكدت وزيرة الإنتقال الطاقي و التنمية المستدامة، ليلى بنعلي، أمس الخميس بالرباط، على أهمية تسريع الإستثمارات المستدامة بإعتبار ذلك “شرطاً أساسياً” للإنتقال الطاقي بالمغرب و إفريقيا.
وأبرزت السيدة بنعلي، في مداخلة لها خلال النسخة الرابعة من “يوم المناخ” (Climate Day)، أن “تسريع الإنتقال الطاقي يتطلب تعبئة الإستثمار الأخضر، الأمر الذي يستدعي تفكيراً يتمحور حول تطوير نماذج أعمال متينة و مستدامة، و تسريع وتيرة الإستثمارات و تبسيط المساطر، سواء على المستوى الوطني أو على مستوى القارة الإفريقية”.
وأضافت أنه “تم الشروع في الإنتقال الطاقي بالمغرب منذ سنة 2009، باعتباره ركيزة أساسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة و إزالة الكربون من إقتصادنا، و كذا من إقتصادات جيراننا”.
وفي هذا السياق، ذكرت الوزيرة بأن المغرب يشكل الممر الوحيد المتاح بين أوروبا و إفريقيا و الحوض الأطلسي، مشددة على ضرورة الإستفادة من الإمكانات التي يتيحها “هذا الخزان و من قدراته الإنتاجية”.
وقالت إنه “ينبغي بلوغ وتيرة تطور تقارب 1.400 ميغاوات من الطاقة المتجددة سنويا”، موضحة أن المملكة حققت ما بين سنتي 2009 و 2022 معدلا سنويا يبلغ حوالي 160 ميغاوات.
وإنسجاماً مع النموذج التنموي الجديد، أشارت السيدة بنعلي إلى أهمية تعزيز أنظمة التخزين، و تحسين مناخ الأعمال، و توطيد الشفافية، و تشجيع الإبتكار و النهوض بالرأسمال البشري كعوامل أساسية لضمان الكهربة المستدامة و مكافحة تغير المناخ.
من جهته، أكد وزير الصناعة و التجارة، رياض مزور، أن “الطاقة تعد المحرك الوحيد غير المشروط للتنمية الإقتصادية و الإجتماعية”.
وأوضح السيد مزور أنه “لا يمكن تحقيق التنمية الصناعية و إحداث فرص الشغل دون تسريع عملية الإنتقال الطاقي”، مؤكداً على أهمية التموقع في مجال الإنتقال الطاقي من أجل إنجاز المشاريع الإستراتيجية للمملكة.
وفي هذا الصدد، دعا الوزير كافة الأطراف المعنية إلى إستهداف الإستثمارات الخضراء و تشجيع المشاريع الصناعية المستدامة، مع الأخذ في الإعتبار أهداف مكافحة تغير المناخ.
وتجدر الإشارة إلى أن النسخة الرابعة من “يوم المناخ”، التي أقيمت بموقع شالة التاريخي بالرباط، عرفت حضور أزيد من 300 مشارك من القطاعين العام و الخاص، بالإضافة إلى فاعلين رئيسيين عن المنظمات الوطنية و الدولية، و وفد إفريقي يمثل قطاع الطاقة، لمناقشة القضايا البيئية الملحة و النهوض بالمبادرات الرامية إلى تحقيق مستقبل مستدام.
وخلال هذه التظاهرة، أعطت شركة نكسانس (Nexans) الإنطلاقة، بشكل رمزي، لمشروع كهربة قرية “شمسي” التي تأوي أطفالاً أضحوا أيتاماً جراء زلزال الحوز.
كما تميز “يوم المناخ” بتوزيع الجوائز على الفائزين الستة في تحدي نكسانس المناخي (Nexans Climate Challenge)، و هو مسابقة تهدف إلى مكافأة المشاريع الأكثر إبتكاراً في مجال الاستدامة البيئية.