
هومبريس
انطلقت، أمس الأربعاء بطنجة، فعاليات النسخة الأولى من المنتدى و المعرض الدولي للحركية و النقل و اللوجستيك (2024 LOGITER)، تحت شعار “بناء سلاسل لوجستية مستدامة من أجل تحول هيكلي بإفريقيا”.
ويشارك في هذه التظاهرة القارية، المنظمة بمبادرة من الإتحاد الإفريقي لمنظمات النقل و اللوجستيك (UAOTL) و مجلس جماعة مدينة طنجة، بشراكة مع غرفة التجارة و الصناعة و الخدمات بجهة طنجة-تطوان–الحسيمة، و الجامعة الوطنية للنقل متعدد الوسائط (FNTM) و الجمعية المغربية للنقل الطرقي عبر القارات بالمغرب (AMTRI Maroc)، تحت إشراف وزارة النقل و اللوجستيك، أبرز الفاعلين في القطاع على الصعيدين الوطني و الدولي.
ويكتسي منتدى “LOGITERR 2024″، الذي يشهد مشاركة وفود تمثل 35 بلداً إفريقيا عضواً في الإتحاد القاري، أهمية كبيرة في سياق التوجه المغربي في مجال تكريس التعاون جنوب – جنوب، لاسيما مع المبادرة الأطلسية للمملكة المغربية.
في كلمته بهذه المناسبة، أكد وزير النقل و اللوجستيك، محمد عبد الجليل، أن المغرب، تحت القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، انخرط بقوة في مسلسل نحو الليبرالية و الخوصصة و الجهوية، وعيا منه بالحاجة إلى خلق بيئة مواتية للتنمية الإقتصادية و الإجتماعية و تكامل سلاسل القيمة العالمية، مشيراً إلى أن الإهتمام انصب على تطوير البنية التحتية الأساسية و دعم القطاعات الإنتاجية.
وأكد الوزير، في كلمة تلاها نيابة عنه الكاتب العام للوزارة خالد الشرقاوي، أن المغرب تموقع، بفضل التحولات المسجلة في قطاعي النقل و اللوجستيك، كمركز لوجستي صاعد و نموذج في مجال القدرة التنافسية و الإندماج، بفضل جودة البنيات التحتية للنقل، و لاسيما عبر ميناء طنجة المتوسط، الذي يحتل المرتبة الرابعة في المؤشر العالمي لأداء موانئ الحاويات (CPPI) لسنة 2023، مشدداً على أن هذا الموقع سيتعزز بشكل أكبر بعد تشغيل ميناء الناظور غرب المتوسط الجديد، و المصمم لمناولة المحروقات و الحاويات و بقدرة تصل إلى معالجة 3 ملايين حاوية مكافئة لعشرين قدماً سنوياً.
وذكر الوزير أن المغرب ما فتئ، منذ إستقلاله، يؤكد على هويته الإفريقية، حيث وضع القارة في صلب خياراته الإستراتيجية، مشيراً إلى أن المملكة أولت دائماً أهمية قصوى لتطوير علاقاتها مع أشقائها الأفارقة، عبر توطيد العلاقات و إرساء الشراكات المتنوعة، وفاء منها للروابط التاريخية العميقة التي تجمعها بالدول الإفريقية.
وأضاف “اليوم، وفي ظل الرؤية الملكية المستنيرة، أخذ التوجه الإفريقي لبلادنا بعداً جديداً، بإدراجه ضمن رؤية بعيدة المدى ترتكز على منافع التعاون جنوب-جنوب”، مشيراً إلى أن هذه الرؤية تطمح إلى تحقيق المزيد من الإندماج بجميع أبعاده، من أجل إطلاق الإمكانات الهائلة المتاحة للقارة.
من جهته، أشاد رئيس مجلس جماعة طنجة، منير ليموري، بانعقاد هذا الحدث الدولي الذي يجسد التزام المغرب بتطوير قطاع النقل و اللوجستيك في القارة بمدينة طنجة، بوابة إفريقيا و أوروبا و رمز الإنفتاح على العالم، مؤكدا أن هذا الحدث يهدف إلى توسيع آفاق التعاون بين الدول الإفريقية في القطاعات المرتبطة بالنقل و الخدمات اللوجستية.
بدوره، اعتبر رئيس الغرفة الجهوية للتجارة و الصناعة والخدمات، عبد اللطيف أفيلال، أن تنظيم هذا المنتدى يندرج في إطار دينامية التعاون جنوب-جنوب، التي يدعو إليها المغرب تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مؤكداً أن إقتصادات البلدان الإفريقية تواجه تحديات عديدة، الأمر الذي يتطلب تطوير نماذج جديدة للتعاون و الشراكة، و وضع قطاع النقل و الخدمات اللوجستية في قلب هذه الدينامية.
أما المدير العام للسلطة المينائية طنجة-المتوسط، حسن عبقري، فقد نوه بأن طنجة عرفت تنمية إقتصادية غير مسبوقة، منذ تشغيل المركب الصناعي و المينائي طنجة المتوسط، و الذي يعتبر ثمرة رؤية حكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مؤكداً أن ميناء طنجة المتوسط برز منذ البداية كنموذج للتنمية على مستوى القارة، بإعتباره منصة متكاملة، مينائية و صناعية، تعمل كمركز لوجستي دولي في خدمة تعزيز الربط و تسهيلاً المبادلات.
وقال حسن عبقري إن “إفريقيا تقف اليوم عند نقطة تحول حاسمة في تاريخها الإقتصادي و الإجتماعي.
في الوقت الذي نواجه فيه تحديات غير مسبوقة، ترتبط بشكل خاص بعولمة التجارة، و اضطراب سلاسل التوريد العالمية و الإكراهات البيئية، فإن الأمر متروك لنا لإستكشاف حلول مبتكرة لضمان مرونة و إستدامة البنيات التحتية اللوجستية”.
من جهته، أشار رئيس المجلس الإقتصادي و الإجتماعي والثقافي بالإتحاد الإفريقي، خالد بودالي، إلى أن هذا الحدث يشكل فرصة للاحتفال بالميثاق التأسيسي للإتحاد الإفريقي لمنظمات النقل و اللوجستيك في مارس 2018، مبرزاً أن هذه الهيئة تجسد نهجاً جريئاً و إستباقياً لتحقيق أجندة 2063 للإتحاد الإفريقي، و هي خطة إستراتيجية لقارة مزدهرة و متكاملة و سلمية.
وتابع “نحن واثقون من أن المبادرات المتخذة ستلعب دوراً حاسماً ليس فقط في تعزيز الربط بين الدول الإفريقية، و لكن أيضاً في إطلاق الإمكانات الإقتصادية الكاملة للقارة، و بالتالي المساهمة في تحقيق منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (ZLECAF) “، مضيفاً “من خلال تبادل الخبرات المثمرة و أفضل الممارسات و الحلول المستدامة للتحديات العابرة للحدود، سنرسي أسس تعاون إقليمي عابر للحدود و يمهد الطريق لمستقبل أكثر إنسجاماً و وحدة”.
وأشار المنظمون إلى أن هذا المنتدى ينظم من قبل ومن أجل المهنيين في قطاعي اللوجستيك و الحركية، معتبرين أن حلولا ملموسة للتحديات المطروحة ستقدم من لدن الخبراء و الشركاء خلال جلسات النقاش و اللقاءات المرتقبة ضمن جدول أعمال المنتدى.
ويتضمن برنامج هذه التظاهرة الإقتصادية القارية، الممتدة على 3 أيام، مؤتمرات علمية غنية و متنوعة، إذ يشكل فرصة لتسليط الضوء على الحلول المبتكرة في مجال النقل و الخدمات اللوجستية و التنقل.