
حميد رزقي
بمناسبة الذكرى العشرين لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، شهد إقليم بني ملال، يومي 19 و20 ماي الجاري، سلسلة زيارات ميدانية لمجموعة من المشاريع الاجتماعية المنجزة في إطار هذه المبادرة، وذلك في خطوة تروم الوقوف على مدى نجاعة هذه البرامج وتقييم أثرها الفعلي على الفئات المستهدفة.
وقد ترأس والي جهة بني ملال خنيفرة، محمد بنرباك، هذه الزيارات الميدانية، إلى جانب عدد من المنتخبين، والمسؤولين الأمنيين، ورؤساء المصالح اللاممركزة، حيث شملت الزيارات عدة جماعات ترابية بالإقليم، من بينها بني ملال، فم أودي، زاوية الشيخ، وناوور.
وفي مدينة بني ملال، اطلع الوفد الرسمي على سير العمل بالمركز الاجتماعي المتعدد الاختصاصات “القدس”، ومركز جمعية “بيت باهية” للأطفال المتخلى عنهم من ذوي الإعاقة، حيث تمت معاينة آليات الاشتغال والتدبير اليومي، مع الوقوف عن كثب على الإكراهات والتحديات التي تواجه هذه المؤسسات في سبيل تحسين جودة الخدمات الاجتماعية.
كما شكلت جماعة فم أودي محطة متميزة في هذه الجولة، من خلال زيارة مركز “للا آمنة” المخصص للتكفل بالأطفال المحرومين من الوسط الأسري، حيث تم تسجيل انخراط كبير للأطر المشرفة على هذا الفضاء الاجتماعي الإنساني.
أما في جماعة زاوية الشيخ، فقد حظي المركز السوسيوثقافي باهتمام خاص من طرف الوفد، بينما شكلت جماعة ناوور مناسبة للاطلاع على سير العمل بالمركز السوسيوثقافي ودار الولادة، إضافة إلى وحدة التعليم الأولي، التي تؤكد على الأهمية التي توليها المبادرة لتكافؤ الفرص في مجال التمدرس في العالم القروي.
وخلال هذه الزيارات، تم إعطاء انطلاقة أشغال بناء الطابق العلوي بمركز جمعية “بيت باهية” ببني ملال، وهو المشروع الذي يندرج في إطار توسيع الطاقة الاستيعابية وتحسين جودة الإيواء للأطفال المتخلى عنهم من ذوي الاحتياجات الخاصة. كما تم التنسيق مع المتدخلين المحليين لتسريع تجهيز دار الأمومة، والتعجيل بإتمام أشغال دار الطالب بجماعة ناوور.
وتعكس هذه الجولة الميدانية الإرادة القوية لدى السلطات الإقليمية لمواكبة المشاريع التنموية وضمان استمراريتها، من خلال التتبع المباشر والتفاعل الآني مع الإشكالات المطروحة، بغية بلورة حلول ناجعة وفعالة.
وفي السياق ذاته، تم افتتاح الملتقى الإقليمي للتنمية البشرية، الذي تحتضنه مدينة بني ملال من 19 إلى 24 ماي الجاري، والذي يسعى إلى تسليط الضوء على منجزات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالإقليم، كما يشكل فرصة لتقاسم التجارب وتبادل الخبرات بين مختلف الفاعلين والمؤسسات الشريكة.