
هومبريس – ج السماوي
في إطار التعاون العسكري المغربي الأمريكي، شهد ميناء أكادير العسكري مناورات مكثفة تهدف إلى التصدي لأسلحة الدمار الشامل، و ذلك ضمن فعاليات التمرين المشترك “الأسد الإفريقي 2025″، الذي يجسد التزام المغرب بتعزيز قدراته الدفاعية وفق أحدث المعايير الدولية، فضلاً عن تطوير إستراتيجيات التدخل السريع في الأزمات الطارئة.
تركزت هذه التدريبات على تنفيذ عمليات إستطلاع دقيقة، و عزل الأسلحة المرتجلة، و التعامل مع أجهزة التشتت الإشعاعي، إلى جانب إزالة التلوث النووي و البيولوجي و الكيميائي، مما يعكس جاهزية القوات المسلحة الملكية لمواجهة التهديدات غير التقليدية بكفاءة عالية، علاوة على تحسين التنسيق بين الوحدات العسكرية المختلفة لضمان إستجابة فعالة.
وقد صُمم هذا التمرين ليحاكي سيناريوهات واقعية، حيث تم نشر فرق متخصصة في الدفاع النووي و الإشعاعي و البيولوجي، إلى جانب وحدات الغوص و التخلص من الذخائر المتفجرة، بهدف إختبار سرعة الإستجابة و التنسيق بين مختلف الفرق العسكرية، إضافة إلى تعزيز التعاون بين القوات المغربية و نظرائها الدوليين في مواجهة التهديدات المشتركة.
وفي مشهد يحاكي أزمة أمنية بحرية، قامت القوات الخاصة المغربية و الغانية بعملية إقتحام لسفينة مشبوهة تحمل مواد خطرة، مستخدمة تقنيات الهجوم البحري المتقدمة، قبل السيطرة الكاملة عليها و تأمين المنطقة المحيطة بها، إلى جانب تنفيذ عمليات تفتيش دقيقة لضمان عدم وجود تهديدات إضافية.
كما شملت المناورات عمليات تفتيش دقيقة كشفت عن مختبرات سرية و حاويات تحتوي على عوامل كيميائية خطيرة، مما إستدعى تدخل فرق متخصصة لإبطال مفعولها بإستخدام طائرات دون طيار و معدات متطورة، في خطوة تعكس مدى تطور القدرات التقنية للقوات المشاركة، فضلاً عن إختبار تقنيات جديدة في مجال الكشف عن المواد الخطرة و التعامل معها.
وتستمر هذه التدريبات في عدة مناطق بالمملكة، من بينها طانطان و تزنيت و القنيطرة، بهدف تعزيز التعاون العسكري بين المغرب و الولايات المتحدة، و تطوير آليات التدخل في بيئات متعددة الجنسيات، مما يسهم في ترسيخ الأمن و الإستقرار الإقليمي، إضافة إلى تحسين جاهزية القوات المسلحة لمواجهة التحديات المستقبلية.
إلى جانب الجوانب العسكرية و التكتيكية، تميزت مناورات “الأسد الإفريقي 2025” بإدراج أنشطة إنسانية و إجتماعية تهدف إلى دعم الساكنة المحلية و تعزيز التعاون المدني العسكري.
ومن بين هذه المبادرات، تم إنشاء مستشفى عسكري طبي جراحي ميداني في إقليم تزنيت، حيث قدمت الفرق الطبية المغربية و الأمريكية خدمات صحية متنوعة لأكثر من 12 ألف مستفيد، شملت فحوصات طبية متخصصة، عمليات جراحية، و توزيع الأدوية و النظارات الطبية بالمجان، إلى جانب تقديم إستشارات طبية متخصصة لضمان رعاية صحية متكاملة.
هذه الجهود تعكس البعد الإنساني لهذه التدريبات، و تؤكد التزام القوات المسلحة الملكية و شركائها الدوليين بتقديم الدعم للمجتمعات المحلية و تعزيز الإستقرار في المنطقة، فضلاً عن تعزيز التعاون بين المؤسسات العسكرية و المدنية لضمان إستجابة شاملة للأزمات و الطوارئ.