الرئيسية

إبتكارات جديدة في الطب.. كيف تؤثر الأدوية على إحتمالية الإصابة بالخرف؟

هومبريسح رزقي 

أظهرت دراسة حديثة أن بعض الأدوية المستخدمة على نطاق واسع قد تزيد من خطر الإصابة بالخرف.

قام الباحثون بتحليل بيانات من 14 دراسة شملت أكثر من 130 مليون شخص، حيث تم تتبع تشخيصات الخرف و الأدوية المتناولة.

نتائج متباينة

تبين من الدراسات أن نتائجها لم تكن متسقة في تحديد الأدوية التي قد تزيد من خطر الإصابة بالخرف. 

ومع ذلك، أشار الباحثون إلى وجود بعض الأدوية التي تستحق مزيداً من البحث، مثل بعض اللقاحات و الأدوية المضادة للميكروبات و أدوية علاج إرتفاع ضغط الدم.

الأدوية التي تزيد من الخطر

ربطت الدراسة بين بعض الأدوية، مثل مضادات الذهان و الأدوية المستخدمة لعلاج إرتفاع ضغط الدم و مرض السكري، بالإضافة إلى الفيتامينات و المكملات الغذائية و مضادات الإكتئاب، و زيادة خطر الإصابة بالخرف. 

وأظهرت النتائج أن بعض أنواع مضادات الإكتئاب و مضادات الذهان، مثل مثبطات إسترداد السيروتونين الإنتقائية، قد تزيد من خطر تشخيص الخرف بنسبة تصل إلى 125%.

الأدوية التي تقلل من الخطر

بالمقابل، اكتشف فريق البحث من جامعتي كامبريدج و إكستر أن بعض الأدوية الأخرى قد تساعد في تقليل خطر الإصابة بالخرف. 

تبين أن بعض اللقاحات و العلاجات المضادة للميكروبات و المضادات الحيوية قد ترتبط بإنخفاض خطر الخرف بنسبة تصل إلى 32%.

خطوة نحو العلاج

يرى الفريق العلمي أن هذا الإكتشاف يمثل خطوة واعدة، و يجب مواصلة البحث لمعرفة ما إذا كانت هذه الأدوية قد تساعد في علاج الخرف.

أشارت النتائج إلى أن لقاحات التهاب الكبد A و التيفوئيد و الدفتيريا قد تساهم في تقليل خطر الخرف. 

وأظهرت دراسات سابقة أن لقاح BCG،المستخدم للوقاية من مرض السل، قد يكون له تأثير وقائي ضد مرض ألزهايمر.

تفسير النتائج

أوضح الباحثون أن ارتباط بعض الأدوية بزيادة خطر تشخيص الخرف قد يكون بسبب تعرض الأشخاص المصابين بالخرف لعوامل أخرى تجعلهم يتناولون هذه الأدوية، و ليس لأن الأدوية نفسها تزيد من خطر الإصابة بالخرف.

وأشاروا إلى أن هذا الأمر يعرف بـ”السبب العكسي”، حيث يمكن أن يؤدي الخرف إلى تغييرات في المزاج، مما يزيد من الحاجة لمضادات الإكتئاب بين المصابين.

آراء الخبراء

أفادت الدكتورة إليانا لوريدا من جامعة إكستر بأن إرتباط دواء معين بتغير خطر الإصابة بالخرف لا يعني بالضرورة أنه يسبب الخرف أو يعالجه. 

وأوضحت: “نعلم أن مرض السكري يزيد من خطر الخرف، لذا فإن الأشخاص الذين يتناولون أدوية لإدارة مستويات الغلوكوز لديهم معرضون أيضاً لخطر الإصابة بالخرف”.

وأضاف الدكتور ريتشارد أوكلي، المدير المساعد للأبحاث في جمعية ألزهايمر، أن إعادة إستخدام الأدوية التي ثبتت سلامتها في علاج حالات أخرى قد يوفر ملايين الجنيهات و يقربنا من علاج الخرف. 

وأكد على ضرورة إجراء المزيد من الدراسات لفهم التأثيرات الدقيقة لهذه الأدوية.

تأكيدات إضافية على أهمية البحث

أكد الباحثون أن مواصلة الدراسات والبحث في هذا المجال تعتبر ضرورية لتحديد الأدوية التي قد تساهم فعلاً في تقليل أو زيادة خطر الإصابة بالخرف. 

من المهم فهم الأسباب الدقيقة وراء هذه النتائج وتطوير إستراتيجيات علاجية فعّالة و مبتكرة.

تأثير العوامل الأخرى

وأيضاً يجب مراعاة تأثير العوامل الأخرى مثل نمط الحياة و العوامل الوراثية و الصحية، والتي قد تلعب دوراً في زيادة أو تقليل خطر الإصابة بالخرف، مما يضيف تعقيداً لفهم العلاقة بين الأدوية و الخرف.

تعاون دولي لتحقيق تقدم

يؤكد الباحثون على أهمية التعاون الدولي في هذا المجال لضمان تحقيق تقدم ملموس في مكافحة الخرف. 

تبادل المعلومات و الخبرات بين الدول و الجامعات يمكن أن يسهم بشكل كبير في تسريع وتيرة الأبحاث و تطوير علاجات جديدة و فعّالة.

الإبتكار في مجال الطب

يعكس هذا البحث أهمية الإبتكار و التطور المستمر في المجال الطبي، حيث يسعى العلماء إلى إكتشاف العلاجات الفعّالة و المبتكرة التي يمكن أن تساعد في تحسين نوعية الحياة و تقليل مخاطر الأمراض.

دور المجتمع في دعم الأبحاث

على المجتمع أن يكون جزءاً فعالاً في دعم الأبحاث العلمية، من خلال التوعية بأهمية الدراسات الطبية و المشاركة في المبادرات الصحية. 

تعزيز الوعي و التعليم حول الوقاية من الأمراض يمكن أن يسهم بشكل كبير في تحسين صحة الأفراد و المجتمعات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق