
المهدي المنجرة ،عالم مستقبليات مغربي، عرفه الغرب أكثر مما عرفه العرب. آثر التفرغ لمشاريعه العلمية على العمل السياسي، وترجمت مؤلفاته لعشرات اللغات العالمية. أطلق جائزة للتواصل الثقافي بين الشمال والجنوب وموّلها من ريع مؤلفاته. انشغل بسؤال “إلى أين نسير؟”، ومدى امتلاك العالم العربي والإسلامي لرؤية مستقبلية.
تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة “أبناء الأعيان المسلمين” بحي موغادور بالرباط بالموازاة مع تعلمه في الكتّاب، وتعلم اللغة العربية في البيت على يد إدريس الكتاني ومصطفى الغرباوي.
التحق بثانوية ليوطي (ثانوية محمد الخامس حاليا) وكان يناقش الأساتذة الفرنسيين ويواجههم بقوة حول الاستعمار الفرنسي للمغرب، وحصل أن استفزه أحد الفرنسيين في حادث فضربه فاعتقل على إثر ذلك.
وعام 1948 قرر والده إرساله إلى أميركا لمتابعة دراسته في مؤسسة “بانتي”، وهناك حصل على الإجازة في البيولوجيا والكيمياء، وفي العلوم السياسية كذلك بجامعة “كورنيل”.
انتقل عام 1954 إلى إنجلترا لإكمال دراسته العليا، وحصل على الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة لندن، وأنجز أطروحة دكتوراه في موضوع “الجامعة العربية”.
شغل مناصب مختلفة في المغرب وخارجه، ففي عام 1959 استقبله الملك محمد الخامس كأول أستاذ مغربي في كلية الحقوق بالرباط وأصغر الأساتذة فيها سنا، وعينه مديرا للإذاعة والتلفزة المغربية خلفا لقاسم الزهيري.
وفي عام 1970 عمل في كلية العلوم الاقتصادية بلندن أستاذا محاضرا وباحثا في الدراسات الدولية، وخلال سنتي 1975 و1976 تولى مهمة المستشار الخاص للمدير العام لليونسكو، وكان أول مستشار للبعثة الدائمة للمغرب لدى الأمم المتحدة.
وانتخب عام 1981 رئيسا “للاتحاد العالمي للدراسات المستقبلية” ورئيسا للجمعية الدولية للدراسات المستقبلية(1977-1981)، وساهم في تأسيس أول أكاديمية لعلم المستقبليات.
وعمل مستشارا وعضوا في العديد من المنظمات والأكاديميات الدولية، وتولى عمادة جامعات يابانية في التسعينيات، وتولى رئاسة لجان وضع مخططات تعليمية لعدة دول أوروبية، وأسس المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، ونال عضوية أكاديمية المملكة المغربية والأكاديمية الأفريقية للعلوم والأكاديمية الدولية للفنون والآداب.
في سفره إلى مصر للقاء بعض المسؤولين في الجامعة العربية بقصد إنجاز أطروحته، التقى بالمجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي وشقيقه محمد، وكان واحدا من الطلبة المغاربة الذين استقبلهم الملك محمد الخامس بباريس في طريق عودته من المنفى إلى أرض الوطن.
ولما عاد إلى الوطن عام 1957 عمل أستاذا في كلية الحقوق وتولى بعدها إدارة مؤسّسة الإذاعة المغربية، وفي عام 1962 عينه المدير العام لليونسكو “روني ماهو” مديرا عاما لديوانه، وت