
هومبريس – حميد رزقي
نظّمت جامعة السلطان مولاي سليمان، يوم الإثنين 10 فبراير 2024 ندوة علمية تحت عنوان “الرياضة كجسر بين الثقافات”، بمقر قطب الدراسات الدكتوراه بمغيلة في بني ملال.
شهدت الندوة حضور نخبة من الباحثين و الأساتذة الجامعيين، بالإضافة إلى مشاركة متميزة للخبير الدولي في تكوين اللاعبين كريستوف ديسي، مدير المركز الفيدرالي للتكوين في كرة القدم ببني ملال.
ركّزت النقاشات خلال الندوة على الدور الحيوي للرياضة، ولا سيما كرة القدم، في تعزيز الحوار الثقافي و التماسك الاجتماعي على المستويين المحلي و الدولي.
وأكد المشاركون أن الرياضة ليست مجرد نشاط ترفيهي أو تنافسي، بل هي أداة دبلوماسية غير رسمية تسهم في تعزيز التفاهم بين الشعوب، حتى في ظل الأزمات السياسية.
خلال الندوة عبّر رئيس جامعة السلطان مولاي سليمان، الأستاذ خالد المهدي، عن اعتزازه بإستضافة كريستوف ديسي، مشدداً على أهمية التعاون بين الجامعة و المؤسسات الرياضية العالمية.
من جانبه، أكّد الدكتور محسن إدالي، مدير قطب الدراسات الدكتوراه و المنسق البيداغوجي لماستر التميز الهجرة و التنمية الترابية، أن الشراكة مع الإتحاد الفيدرالي لكرة القدم تُعدّ خطوة رائدة في المغرب، من شأنها أن تؤسس لتعاون أكاديمي و رياضي أعمق.
قدّمت كل من الأستاذة ثورية لمبعد و ممثل الطلبة الباحثين مداخلات قيّمة، مشيرين إلى أهمية الرياضة كأداة للحوار بين الثقافات.
كما شهدت الجلسة التفاعلية نقاشات معمقة بين الضيوف و الطلبة الباحثين، الذين طرحوا تساؤلات حول دور الرياضة في التنمية الإجتماعية و الدبلوماسية الدولية.
خلال مداخلته، استعرض كريستوف ديسي مسيرته المهنية التي امتدت لأكثر من 15 عاماً كلاعب محترف و 28 عاماً كمدرب و مكوّن، مشيداً بالبنية التحتية الرياضية في المغرب.
كما أعلن عن مشاريع مستقبلية تشمل افتتاح مراكز تكوين جديدة في مدن العيون و بنجرير، بهدف دعم تطوير المواهب الرياضية في المملكة.
وأشار ديسي إلى أن التجمعات الرياضية الكبرى تتيح فرصاً للتقارب بين المسؤولين الرياضيين و الدبلوماسيين، و هو ما قد يصعب تحقيقه عبر القنوات الرسمية.
في لفتة تقديرية، قدّم رئيس الجامعة درعاً تكريمياً لكريستوف ديسي، الذي بدوره أهدى الجامعة وشاحًاً رسمياً يحمل شعار الإتحاد الفيدرالي لكرة القدم، تعبيراً عن روح التعاون و التبادل الثقافي.
في ختام الندوة، ألقى مدير قطب الدراسات الدكتوراه كلمة شدّد فيها على أهمية البحث الأكاديمي في تحليل الرياضة كظاهرة إجتماعية و ثقافية.
وأكد أن الدراسات الجامعية تلعب دوراً أساسياً في توسيع المعرفة حول العلاقة بين الرياضة و المجتمع و السياسة.
أبرزت هذه الندوة الدور الأساسي للرياضة في تعزيز التقارب الثقافي و ترسيخ قيم التفاهم و التسامح.
كما رسّخت أسس التعاون بين جامعة السلطان مولاي سليمان و الإتحاد الفيدرالي لكرة القدم، ممهدةً الطريق أمام مشاريع مستقبلية تهدف إلى دمج البحث الأكاديمي بالممارسات الرياضية، بما يعزز الرياضة كوسيلة للدبلوماسية الثقافية و الإجتماعية.