
هومبريس – ع ورديني
أكد مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، الشرقاوي حبوب، يومه الإثنين (24 فبراير) في سلا، أن عملية تفكيك خلية إرهابية مرتبطة بتنظيم “داعش” جاءت بعد وقت قصير من تحييد خلية “الأشقاء الثلاثة”.
هذا الأمر يبرز بشكل واضح أن المملكة المغربية تواجه تهديدات إرهابية متعددة الأبعاد، تشمل التهديدات من الداخل و الخارج.
يتمثل ذلك في مشاركة العناصر المحلية في الأجندة التوسعية للتنظيمات الإرهابية الناشطة في منطقة الساحل.
التحذيرات و المعلومات الإستخباراتية
أشار حبوب، خلال ندوة صحفية نظمها المكتب المركزي للأبحاث القضائية، إلى أن تفكيك خلية إرهابية مرتبطة بتنظيم “داعش” بعد فترة وجيزة من تحييد خلية “الأشقاء الثلاثة”، يسلط الضوء على دور الجهات الخارجية في إستقطاب و توجيه العناصر المحلية.
هذا يوضح أن المملكة المغربية تواجه تهديدات إرهابية مزدوجة تأتي من الخارج و تستهدف الداخل.
إستغلال الإعلام الدعائي
أكد حبوب أن التنظيمات الإرهابية لا تخفي نيتها في استهداف المغرب من خلال منصاتها الإعلامية الدعائية، مستغلة مجموعة من الذرائع لدفع مناصريها إلى تنفيذ عمليات إنتقامية داخل التراب الوطني ضد أهداف وطنية و أجنبية.
ربط الماضي بالحاضر
لربط ماضي هذه التهديدات بحاضرها، أشار حبوب إلى تصريحات الأمير السابق لتنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” عبد المالك دروكدل في 09 ماي 2007، و بيان “القيادة العامة للقاعدة” في 18 نونبر 2023، بالإضافة إلى بيانات تنظيم “داعش” التي استهدفت المغرب بشكل مباشر.
تدخل العناصر الأجنبية
أكد حبوب أن دور العناصر الأجنبية في المخططات الإرهابية ضد المملكة ليس بجديد، بل يتجلى من خلال أمثلة عديدة في التاريخ المغربي.
من بين هذه الأمثلة، إعتقال مبعوث تنظيم “داعش” إلى المغرب في 25 يناير 2015، بمنطقة بني درار قرب وجدة، حيث تم ضبط كميات كبيرة من المواد الكيماوية و الأسلحة.
الجهود المحلية في مواجهة التهديدات
وأشار حبوب إلى أن العناصر المحلية التي لم تتمكن من الوصول إلى معسكرات تنظيم “داعش” في الساحة الإفريقية، تسعى لتنفيذ أعمال إرهابية داخل المغرب، بناءً على توجيهات قيادة التنظيم.
وأشار إلى أمثلة لأعمال إرهابية نفذتها هذه العناصر بعد فشلها في الإلتحاق بمعسكرات التنظيم في الخارج.
السياق التاريخي للتهديدات
أوضح حبوب أن وجود قياديين مغاربة في التنظيمات الإرهابية الناشطة في منطقة الساحل الإفريقية، سواء كانت تابعة لتنظيم “القاعدة” أو “داعش”، يعزز من خطورة التهديدات الإرهابية التي تواجه المغرب.
هذا الوضع يشير إلى سيناريوهات مستقبلية خطيرة نظراً لجاذبية الأيديولوجيات الإرهابية بين المتطرفين المحليين.
مكافحة شبكات تسفير المقاتلين
رغم الجهود المبذولة لمكافحة شبكات تسفير المقاتلين، نجح أكثر من 130 مقاتلاً مغربياً في الإلتحاق بصفوف تنظيم “داعش” في مناطق الساحل و غرب إفريقيا و القرن الإفريقي.
بعض هؤلاء المقاتلين تولوا مسؤوليات مهمة داخل التنظيم، خاصة في العمليات الخارجية.
دور المغرب في تعزيز الأمن الإقليمي و الدولي
أكد حبوب أن نجاح عملية تفكيك الخلية يعزز صورة المغرب كدولة ذات يقظة أمنية عالية، تسهم في حماية أمنها الداخلي و إستقرار محيطها الإقليمي و الدولي.
هذا النجاح يعكس الجهود المستمرة للأجهزة الأمنية المغربية في مواجهة التهديدات الإرهابية و ضمان سلامة المواطنين و الممتلكات.
تداعيات إيجابية على الإستقرار المحلي
تعتبر هذه العملية الأمنية النوعية إنجازاً مهماً في مسار مكافحة الإرهاب في المغرب، حيث تعزز من ثقة المواطنين في الأجهزة الأمنية و قدرتها على حماية البلاد من التهديدات الخارجية و الداخلية.
كما ترسل رسالة قوية إلى التنظيمات الإرهابية بأن المغرب يقف بحزم ضد كل من يحاول استهداف أمنه و سلامة أراضيه.
تعزيز التعاون الدولي
ختم حبوب حديثه بالإشادة بالتعاون الدولي و التنسيق المستمر مع الشركاء الإقليميين و الدوليين لمواجهة التهديدات الإرهابية المشتركة.
وأكد أن المملكة المغربية ستستمر في تعزيز تعاونها مع الدول الصديقة لتبادل المعلومات و الخبرات في مجال مكافحة الإرهاب، بهدف الحفاظ على أمن و إستقرار المنطقة و العالم.