
هومبريس – ي فيلال
على مدار سنوات طويلة، شكّل “سكايب” رمزاً للإبتكار في عالم الإتصالات، حيث نجح في تحويل طريقة تواصل البشر حول العالم.
منذ إنطلاقه عام 2003 بفضل جهود نيكلاس زينشتروم و يانوس فريس، بالتعاون مع فريق إستوني موهوب، أحدث التطبيق نقلة نوعية في مجال المكالمات الدولية عبر توفير حلول مجانية للصوت و الفيديو.
في فترة شهدت إرتفاعاً ملحوظاً في تكاليف الإتصال الدولي، كان “سكايب” بمثابة نقطة تحول، إذ أتاح للمستخدمين التواصل مع أحبائهم بسهولة و سلاسة، و لقد لعب دوره البارز بفضل واجهته البسيطة و إمكانياته المبتكرة التي جذبت الملايين خلال وقت قياسي.
التقدم و الريادة في البدايات
مع إنطلاقه، تمكن التطبيق من كسر الحواجز الجغرافية، حيث بلغ عدد مستخدميه أكثر من 50 مليون شخص خلال عامين فقط.
لسنوات عديدة، ظل “سكايب” منصة لا غنى عنها للتواصل بين الأفراد و العائلات و الشركات، و قد عزز مكانته كأداة رئيسية لتبادل الأخبار و.حتى تغطية الأحداث العالمية من قبل الصحافيين.
منافسة شرسة و تغير في الأولويات
بالرغم من نجاحاته الباهرة، بدأت مكانة “سكايب” تتعرض لتحديات كبيرة مع ظهور تطبيقات جديدة تحمل ميزات مبتكرة.
تطبيقات مثل “واتساب”، و “فيسبوك ماسنجر”، و “فيس تايم”، ثم لاحقاً منصات متخصصة مثل “زووم” و “مايكروسوفت تيمز”، أعادت تشكيل مجال التواصل الرقمي، مقدمةً بدائل مرنة و أكثر توافقاً مع متطلبات العصر.
ومع جائحة كورونا عام 2020، بلغت المنافسة ذروتها عندما اكتسح “زووم” مجال الإجتماعات الإفتراضية، في حين اعتمدت المؤسسات بشكل كبير على “مايكروسوفت تيمز”، مما عزز من تراجع “سكايب” عن واجهة المنافسة.
إعلان النهاية.. خطوة تعكس التحولات التقنية
أعلنت مايكروسوفت مؤخراً أنها ستوقف رسمياً دعم “سكايب” بحلول 5 ماي 2025.
هذا القرار يُعبر عن التحولات الكبيرة التي يشهدها قطاع الإتصالات الرقمية، حيث تتجه الشركة نحو تعزيز إستثماراتها في منصات أكثر تطوراً مثل “مايكروسوفت تيمز”.
وبذلك، يُغلق فصل من تاريخ التكنولوجيا الذي أسهم في إعادة صياغة مفهوم الإتصال العالمي.
إرث خالد و تجربة ملهمة
رغم إنسحاب “سكايب” من المشهد، يبقى دوره محفوراً في ذاكرة العالم كتطبيق غير الطريقة التي يتواصل بها البشر.
فقد وضع الأساس للعديد من الإبتكارات التي نشهدها اليوم في هذا المجال.
وإذ يطوي التطبيق صفحته الأخيرة، يظل إرثه شاهداً على قدرة التكنولوجيا على تقريب المسافات و تحقيق الإتصال بلا حدود.