
هومبريس – ع ورديني
نجح المغرب في تحقيق إنجاز بارز في مجال الطاقة خلال عام 2024، إذ تصدر قائمة مستوردي الغاز الطبيعي من إسبانيا، متجاوزاً كبار العملاء التقليديين مثل فرنسا و البرتغال.
ويأتي هذا الإنجاز بفضل الإستفادة من الإستخدام العكسي لأنبوب الغاز المغاربي الأوروبي، الذي أصبح تحت ملكية المغرب بعد رفض الجزائر تجديد عقود تشغيله في عام 2021.
ووفقاً للبيانات الصادرة عن المؤسسة الإسبانية للإحتياطات الإستراتيجية النفطية (CORES)،استورد المغرب ما يعادل 9.703 جيغاواط/ساعة من حاجياته الطاقية عبر هذا الأنبوب، متفوقاً على فرنسا (9.362 جيغاواط/ساعة) و البرتغال (4.056 جيغاواط/ساعة).
وبهذا الأداء، إستحوذ المغرب على نسبة 26.8% من إجمالي صادرات الغاز الإسباني البالغة 36.084 جيغاواط/ساعة.
تفوق على مستوى الأرقام
تشير الإحصائيات إلى أن المغرب قد تجاوز في إستيراداته دولاً أخرى بارزة، حيث جاءت إيطاليا بـ 1.831 جيغاواط/ساعة، تلتها الصين بـ 902 جيغاواط/ساعة، ثم بورتوريكو بـ 883 جيغاواط/ساعة.
هذا التفوق يعكس التحولات الإستراتيجية التي حققتها المملكة لتأمين حاجياتها الطاقية من مصادر مختلفة.
دور محوري لإسبانيا في سوق الطاقة
على الرغم من أن إسبانيا ليست منتجة للغاز الطبيعي، إلا أنها أصبحت لاعباً أساسياً في سوق الطاقة بمنطقة البحر الأبيض المتوسط، بفضل بنيتها التحتية المتطورة.
وتشمل هذه البنية :
– خطي أنابيب الغاز، “ميد غاز” الرابط مع الجزائر، و أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي الذي يربطها بالمغرب.
– ست محطات لإعادة تحويل الغاز الطبيعي المسال إلى حالته الغازية.
– مواقع تخزين تحت الأرض تعزز مرونتها التشغيلية و قدرتها على تلبية الطلب الإقليمي.
نمو في واردات الغاز المغربية
سجل المغرب زيادة بنسبة 3% في واردات الغاز خلال 2024 مقارنة بالعام السابق، حيث استورد 886 مليون متر مكعب من الغاز عبر الأنابيب، مقابل 861 مليون متر مكعب في 2023.
وتعتمد المملكة أيضاً على إستيراد الغاز الطبيعي المسال من دول عديدة، أبرزها روسيا، ليُعاد تحويله إلى حالته الغازية في المحطات الإسبانية قبل ضخه عبر أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي.
رؤية طاقية مستقبلية
تؤكد هذه الأرقام أن المغرب بات قوة محورية في سوق الطاقة الإقليمية، معتمداً على بنية تحتية متقدمة و إستراتيجيات تضمن إستقراره الطاقي.
ويبرز هذا الأداء نجاح المملكة في تعزيز إستقلاليتها الطاقية عبر تنويع مصادرها و الإستفادة من التكنولوجيا المتقدمة لدعم إحتياجاتها المحلية.