
هومبريس – ع ورديني
في تحول سياسي بارز، انتُخب مارك كارني، الحاكم السابق لبنك كندا، زعيماً جديداً للحزب الليبرالي الكندي، خلفاً لرئيس الوزراء جاستن ترودو، الذي أعلن إستقالته مطلع يناير الماضي.
كارني، الذي يتمتع بخبرة إقتصادية واسعة، حصل على دعم كبير من أعضاء الحزب، حيث نال 85% من الأصوات، متفوقاً بفارق كبير على وزيرة المالية السابقة كريستيا فريلاند، التي حصلت على 8% فقط، بينما تقاسم المرشحان الآخران، كارينا غولد و فرانك بايليس، النسبة المتبقية.
رؤية جديدة للحزب الليبرالي
كارني، البالغ من العمر 59 عاماً، يستعد لتولي منصب رئيس الوزراء الرابع و العشرين لكندا، بعد إستكمال الإجراءات الرسمية المتعلقة بإستقالة ترودو و تقديمها إلى الحاكمة العامة ماري سايمن.
وفي خطاب ألقاه أمام حشد من أنصاره في أوتاوا، أكد كارني عزمه على إعادة بناء الوحدة الوطنية، وتعزيز الإقتصاد الكندي، و توسيع العلاقات التجارية الدولية، إلى جانب تعزيز أمن الحدود، مما يعكس رؤية طموحة لمستقبل البلاد.
إستقالة ترودو.. نهاية حقبة سياسية
بعد قيادة الحزب الليبرالي منذ عام 2015، أعلن جاستن ترودو إنسحابه من زعامة الحزب و رئاسة الوزراء، مشيراً إلى تراجع شعبيته وازدياد الإنتقادات داخل حزبه.
وأوضح ترودو خلال مؤتمر صحفي أن قراره جاء لإفساح المجال أمام قيادة جديدة، مؤكداً أن الحاكمة العامة وافقت على تمديد الدورة البرلمانية حتى 24 مارس الجاري، لإتمام عملية الإنتقال بسلاسة.
تحديات سياسية في الأفق
مع اقتراب موعد الانتخابات الفيدرالية المقبلة، المقرر إجراؤها في موعد أقصاه 20 أكتوبر المقبل، تواجه الحكومة الليبرالية تحديات كبيرة، حيث أعلنت أحزاب المعارضة نيتها الإطاحة بالحكومة فور إستئناف البرلمان أعماله.
هذا المناخ السياسي المتوتر يضع كارني أمام إختبار حقيقي لإثبات قدرته على قيادة البلاد في هذه المرحلة الحرجة.
كارني.. قائد بخبرة إقتصادية واسعة
بفضل خلفيته الإقتصادية المتميزة، يُنظر إلى كارني كقائد قادر على مواجهة التحديات الإقتصادية و السياسية التي تواجه كندا.
تعهد بالعمل على تعزيز النمو الإقتصادي، وتحقيق الإستقرار السياسي، و بناء علاقات دولية قوية، مما يضعه في موقع المسؤولية لإعادة الثقة إلى الحزب الليبرالي و إستعادة دعم الناخبين.
نحو مستقبل سياسي جديد
مع إنتخاب مارك كارني، يدخل الحزب الليبرالي الكندي مرحلة جديدة مليئة بالتحديات و الفرص.
وبينما يستعد كارني لتولي قيادة البلاد، يبقى السؤال الأهم : هل سيتمكن من تحقيق رؤيته الطموحة و إعادة تشكيل المشهد السياسي الكندي؟