
هومبريس – ح رزقي
تشكل الذاكرة العمود الفقري لهوية الإنسان، فهي تسجل وعيه و تجربته عبر الزمن.
إلا أن مرض الزهايمر يُعتبر واحداً من أخطر التحديات الصحية التي تواجه البشرية اليوم، نظراً لتأثيره المدمر على هذا الجانب الحيوي من الحياة.
في هذا السياق، توصل علماء إلى اكتشاف جديد يحمل الأمل للكشف المبكر عن إضطرابات الذاكرة.
وفقاً لدراسة نُشرت في مجلة طبية متخصصة، أظهرت الأبحاث أن تحليل نشاط الدماغ أثناء النوم يمكن أن يقدم إشارات مبكرة عن المشكلات المعرفية المستقبلية.
بإستخدام الذكاء الإصطناعي، تمكن العلماء من تحديد تغيرات دقيقة في موجات الدماغ، خاصة ضمن ترددات تُعرف بـ”غاما” (30-60 هرتز)، و التي ترتبط بعمليات الذاكرة و الإنتباه.
وقد بيّنت النتائج أن هذه التغيرات قد تُعطي توقعات دقيقة بنسبة تصل إلى 77% عن إحتمالية التدهور المعرفي في السنوات المقبلة.
ويُمكن إجراء هذا التحليل بإستخدام تخطيط كهربية الدماغ خلال النوم، مما يجعل هذه الطريقة أقل تعقيداً و أقل تكلفة من الفحوصات التقليدية.
كما يمكن للأجهزة القابلة للإرتداء المخصصة لقياس نشاط الدماغ أن توفر مراقبة ممتدة على مدار عدة ليالٍ في المنزل، مما يمنح رؤى دقيقة عن نشاط الدماغ دون الحاجة إلى زيارة مختبر متخصص.
وعلاوة على ذلك، يستكشف الباحثون طرقاً لتحفيز الدماغ أثناء النوم من أجل الحفاظ على الأداء الذهني و تحسينه.
وبينما لا يتوفر علاج نهائي للخرف حتى اليوم، يمكن للكشف المبكر أن يُحدث فرقاً كبيراً من خلال إدخال تغييرات في نمط الحياة أو إتباع علاجات تقلل من تطور المرض.
الدراسة تسلط الضوء على الدور الحاسم للنوم في تعزيز صحة الدماغ، و تقترح أن قياس أنماط النوم قد يصبح في المستقبل جزءاً من الفحوصات الصحية الروتينية، مما يتيح للأفراد إتخاذ تدابير وقائية تحمي قدراتهم الإدراكية مع التقدم في العمر.