
هومبريس – ح رزقي
مع دخول النصف الثاني من شهر رمضان، يعاني الكثير من الصائمين من صعوبة في التوفيق بين إحتياجاتهم للنوم و مقتضيات الصيام، مما يتسبب في إرهاق واضح يظهر في أشكال مختلفة، كالهالات السوداء تحت العينين، التعب، الصداع المتكرر، و النعاس الدائم.
هذا ما تواجهه سلمى، ربة المنزل البالغة من العمر 35 عاماً، التي تجد نفسها عاجزة عن تنظيم وقتها بين الإلتزامات المنزلية والسهر، ما ينعكس سلباً على مزاجها و نمط حياتها اليومي.
يرتبط اضطراب النوم في رمضان بتغيير مواعيد الوجبات، خاصة الإفطار الذي يمتد أحياناً إلى السحور.
توضح الدكتورة فوزية القادري، خبيرة في أمراض النوم، أن على الرغم من التحديات التي يفرضها الشهر الفضيل، فمن المهم الإلتزام بنوم يومي يتراوح بين 7 إلى 8 ساعات للحفاظ على الأداء العقلي و الجسدي.
على الجانب الآخر، نجد عبد الرحيم، وهو شاب يعمل في التجارة، يتمتع بنشاط ملحوظ خلال هذا الشهر، بفضل التزامه بعدد كافٍ من ساعات النوم، و الإبتعاد عن السحور، و إتباع نظام غذائي متوازن.
وفي هذا السياق، يؤكد الدكتور حميد أوهابي، أخصائي الأمراض العصبية، أن الإفراط في تناول الطعام بعد الإفطار و تغيير النمط الغذائي يزيد من تعقيد عملية النوم، و يؤدي مع الوقت إلى تراكم “دين النوم”، الذي قد يؤثر على كفاءة الجسم و المخ و يزيد من خطر الإصابة بأمراض مثل إرتفاع ضغط الدم و إضطرابات القلب.
كما يشير الخبراء إلى أهمية تحسين العادات اليومية خلال رمضان، من خلال الإبتعاد عن الوجبات الثقيلة قبل النوم، و ممارسة نشاط بدني خفيف، بالإضافة إلى التقليل من التعرض لوسائل التواصل الإجتماعي، التي تضيف مزيداً من الإضطراب لدورة النوم.
وتشدد الدكتورة القادري، رئيسة الجمعية المغربية لطب النوم، على ضرورة إدراك أهمية النوم كعامل رئيسي للحفاظ على الصحة الجسدية و العقلية، خاصة مع الأضرار طويلة المدى الناتجة عن إضطرابه، مثل الأرق و متلازمات تأخر النوم.
يُنظر إلى رمضان على أنه فرصة مثالية لتعزيز الصحة الروحية و الجسدية، إلا أن هذا يتطلب إدارة سليمة للوقت، و الإبتعاد عن العادات التي قد تؤثر سلباً على جودة النوم، مما يتيح للصائمين تحقيق أقصى إستفادة من هذا الشهر الفضيل على المستويين البدني و المعنوي.
ولتحقيق توازن صحي بين الصيام و النوم خلال شهر رمضان، يُوصى بالإلتزام بجدول يومي ثابت يشمل تحديد أوقات منتظمة للنوم و الإستيقاظ، مما يساعد الجسم على التكيف مع التغيرات التي يفرضها الشهر المبارك.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن ممارسة التأمل و الأنشطة الخفيفة لتحسين جودة النوم، إلى جانب تناول وجبات صحية و متوازنة لتجنب الإرهاق الناتج عن الأطعمة الثقيلة.
هذا النهج الشامل يعزز التركيز و الإنتاجية و يحد من الآثار السلبية على الصحة البدنية و العقلية.