
هومبريس – ح رزقي
الصداع النصفي، الذي يُعتبر من أكثر أنواع الصداع تأثيراً على نمط حياة المرضى، غالباً ما يبدأ في سنوات المراهقة و يستمر كمعضلة صحية مزمنة لدى المصابين به.
يتميز هذا النوع بظهوره على هيئة نوبات مؤلمة، تتركز غالبًا في جانب واحد من الرأس، إلا أن ما يجعل الأمر أكثر تعقيداً هو إرتباطه ببعض الأطعمة و المشروبات التي قد تحفز تلك النوبات بشكل مباشر.
يشير الدكتور إيغور مالتسيف، أخصائي طب الأعصاب، إلى دور المشروبات المحتوية على الكافيين مثل القهوة و الشاي و المشروبات الغازية في إثارة الصداع النصفي.
حيث أظهرت الدراسات أن الإقلاع عن الكافيين يمكن أن يُحد من النوبات بفعالية كبيرة، خصوصاً بين الأطفال و المراهقين.
إلى جانب ذلك، تُعد الأجبان المعتقة، مثل البارميزان و الشيدر، محفزاً قوياً نظراً لإحتوائها على مادة التيرامين التي تُفرز أثناء نضوجها، و تزداد تأثيراً مع تقدم عمر الجبن.
المشروبات الكحولية، بما في ذلك النبيذ الأحمر و الويسكي، تُعرف أيضاً بإرتباطها بزيادة حدة الصداع النصفي، حيث أكد ربع المرضى أن حالتهم تتدهور بعد تناولها.
وتُعد الشوكولاتة واحدة من المحفزات الشائعة، لما تحتويه من مواد مثل الكافيين و بيتا فينيل إيثيلامين، التي تؤثر على توسع الأوعية الدموية في الدماغ.
بالإضافة إلى ذلك، تُشكل المحليات الصناعية، خاصة الأسبارتام، خطراً لدى بعض المرضى، إلى جانب المنتجات الغنية بغلوتامات الصوديوم.
اللحوم المصنعة و الأطعمة المخمرة كالمخللات، و الزيتون، تتسبب أيضاً في إثارة النوبات بسبب إحتوائها على أكسيد النيتريك أو التيرامين.
وحتى الأطعمة الباردة و المجمدة، عند تناولها عقب مجهود بدني، قد تلعب دوراً في تفاقم الأعراض.
ويؤكد الخبراء أهمية اتباع نهج منهجي لتحديد محفزات الصداع النصفي.
عبر إستبعاد نوع معين من الطعام لفترة محددة ثم إعادة إدخاله و مراقبة التفاعل، يمكن للمرضى تحديد المواد التي تؤثر سلباً على صحتهم و تجنبها بشكل نهائي.
هذا التحليل يسلط الضوء على أهمية التحكم في النظام الغذائي كجزء أساسي من إدارة الصداع النصفي، مما يُسهم في تحسين جودة حياة المرضى بشكل ملموس.
لتخفيف حدة الصداع النصفي بشكل فعال، يُنصح بإتباع أسلوب حياة متوازن يشمل الحفاظ على النوم المنتظم و تجنب السهر، و الإبتعاد عن التوتر النفسي و الجسدي.
كما أن ممارسة تقنيات الإسترخاء مثل التأمل أو اليوغا يمكن أن تقلل من تواتر النوبات وحدتها، مما يساعد المرضى في تحسين نوعية حياتهم و الحد من الإعتماد المفرط على الأدوية المسكنة.