الرئيسية

خطوة جريئة.. كيف أصبح المغرب مركزاً إستراتيجياً لصناعة السيارات؟

هومبريسي فيلال 

واصل قطاع صناعة السيارات في المغرب إثبات تفوقه على المستوى الدولي، معززاً مكانته كوجهة مفضلة للشركات العالمية بفضل مقوماته الفريدة و إستراتيجيته الطموحة.

وفي هذا السياق، أعلنت شركة “فيات” عن اختيار مصنع القنيطرة لإطلاق إنتاج سيارتها المبتكرة “بانديسيما”، والتي ستبدأ عمليات التصنيع ابتداءً من عام 2026، مما يعزز الدور الريادي للمغرب في مشهد الصناعة الإفريقية والعالمية.

يأتي هذا الطراز، الذي يُعد تطوراً للسيارة “Multipla”، ضمن فئة السيارات الرياضية متعددة الاستخدامات المدمجة، وسيتم إنتاجه بنسختين : واحدة كهربائية بالكامل وأخرى هجينة، بما ينسجم مع توجهات الاستدامة البيئية وتلبية احتياجات التنقل العصري.

وقد أكد المدير العام لشركة “فيات”، أوليفييه فرانسوا، أن تصميم “بانديسيما” يمزج بين الابتكار وروح الطراز القديم، مع التركيز على تعزيز الأناقة والتكنولوجيا الحديثة.

اختيار المغرب كمركز تصنيع لهذا النموذج يرتكز على العديد من العوامل الرئيسية، أبرزها البنية التحتية المتقدمة التي يتمتع بها مصنع “ستيلانتيس” في القنيطرة، حيث تُنتج سيارات شهيرة مثل بيجو 208 وسيتروين آمي.

إلى جانب ذلك، توفر المملكة بيئة مثالية للاستثمار بفضل الكفاءات المحلية المؤهلة وتكاليف التشغيل التنافسية، فضلاً عن شبكة النقل الحديثة التي تشمل موانئ كبرى مثل طنجة المتوسط والقنيطرة الأطلسي.

تسعى السياسات الحكومية إلى ترسيخ مكانة المغرب كمحور إقليمي رائد في صناعة المركبات الكهربائية والهجينة، مع أهداف طموحة تتجلى في رفع نسبة الطاقات المستدامة بالمزيج الطاقي الوطني إلى 52% بحلول عام 2030.

وتجاوزت القدرة الإنتاجية السنوية للقطاع حاجز 700 ألف سيارة، مما جعل المملكة تتربع على عرش صناعة السيارات في إفريقيا.

وفي رؤية مستقبلية، فتح المدير العام لشركة “فيات” المجال أمام احتمالات تطوير طرازات أكثر ابتكاراً، تركز على تعزيز التجربة العائلية وإعادة تعريف معايير الراحة والتصميم.

هذا الاستثمار يؤكد مكانة المغرب كأحد أبرز محركات التحول الصناعي في المنطقة، ودعامة رئيسية للانتقال نحو التنقل المستدام.

يمثل استثمار شركة “فيات” في تصنيع السيارات بالمغرب فرصة ذهبية لتوسيع الآفاق الاقتصادية وتوفير فرص عمل جديدة، إلى جانب نقل المعرفة التكنولوجية الحديثة إلى الكفاءات المحلية. 

كما يعزز هذا المشروع من مكانة المملكة كوجهة مفضلة للصناعات المستدامة ويُسهم في تحقيق التوازن بين التطور الصناعي والحفاظ على البيئة، في انسجام تام مع الأهداف الوطنية للتحول الطاقي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق