
هومبريس – ح رزقي
حذر خبراء الطب من سلوك شائع يشكل خطراً على حياة الملايين من المرضى الذين يعتمدون على الأدوية لعلاج الأمراض المزمنة.
يتمثل هذا السلوك في تجاهل أو عدم الإلتزام بتعليمات العلاج الموصوفة من قبل الأطباء، و هو ما يؤدي إلى مضاعفات صحية قد تصل إلى الوفاة.
تشير الإحصائيات إلى أن مئات الآلاف من المرضى يعانون سنوياً من آثار عدم الإلتزام بالعلاج، سواء كان ذلك عبر تخطي جرعات محددة أو تناولها بشكل خاطئ.
هذا السلوك، المعروف بمصطلح “عدم الإلتزام”، يترتب عليه الحاجة إلى تدخلات طبية أكثر تكلفة و قد يُسبب تدهوراً حاداً في الحالات الصحية الحرجة.
هيئة الصحة البريطانية (NHS) قدرت أن عدم الإلتزام بالعلاج يُكلف النظام الصحي نحو 930 مليون جنيه إسترليني سنوياً، بينما كشف الإتحاد العالمي للقلب أن نصف المرضى فقط يلتزمون بخطط العلاج في بعض الدول الأوروبية، مما يتسبب في وفاة الآلاف سنوياً و زيادة الحالات التي تحتاج إلى الإستشفاء.
وأرجع الإتحاد العالمي للقلب أسباب هذه المشكلة إلى عقبات تتعلق بالوصمة الإجتماعية، و ضعف التواصل بين الأطباء و المرضى، و الصعوبات المالية.
وأوضح أن تحسين الإلتزام بالعلاج يمكن أن يُحدث تأثيراً كبيراً، بما في ذلك إنقاذ حياة المرضى و توفير ملايين اليوروهات على الأنظمة الصحية.
دراسات متعددة أثبتت أهمية الإلتزام بالعلاج، و منها دراسة صينية أظهرت أن المرضى الذين اتبعوا الإرشادات الطبية بشكل دقيق انخفضت لديهم مخاطر الإصابة بأزمات قلبية جديدة بنسبة 39%.
يُعد هذا دليلاً قاطعاً على أن الإلتزام بالعلاج هو عامل حاسم في تحسين جودة الحياة الصحية.
تعد مشكلة “عدم الإلتزام بالعلاج” من أبرز التحديات التي تواجه الأنظمة الصحية العالمية، حيث تُظهر الدراسات أن تحسين التزام المرضى بخطط العلاج ليس فقط يقلل من تكاليف الرعاية الصحية، بل يرفع أيضاً من جودة حياة المرضى و يحسن نتائجهم الصحية.
ولهذا، يُوصى بتعزيز الوعي بين المرضى عبر حملات توعوية مبتكرة، إلى جانب تحسين التواصل بين الأطباء و المرضى لتحديد الحواجز الشخصية و الإجتماعية التي تمنعهم من الإلتزام، مما يسهم في بناء نظام صحي أكثر كفاءة و إستدامة.