
هومبريس – ع ورديني
في الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك، يتحول المسجد الحرام بمكة المكرمة إلى محطة روحانية تهوي إليها قلوب المسلمين من شتى أنحاء العالم.
يتوافد الملايين من المصلين والمعتمرين لحضور ليلة 29 المباركة، حيث تُقام صلاة التراويح و يتلى دعاء ختم القرآن الكريم في أجواء مفعمة بالإيمان و الخشوع.
هذه الليلة تمثل إحدى أبرز المحطات الرمضانية، إذ تشهد إقبالاً غير مسبوق من الزوار الذين تفيض قلوبهم بالدعاء و الرجاء.
ومن المتوقع أن تشهد هذا العام إرتفاعاً ملحوظاً في أعداد الحاضرين، إذ بلغت الأرقام المسجلة في رمضان الماضي 2.5 مليون مصلٍّ، مدفوعة بالتوسعات الكبرى في الحرم المكي و الخدمات اللوجستية المتاحة لضيوف الرحمن.
إستعداداً لهذا الحدث الإيماني الفريد، قامت الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين بمضاعفة جهودها لتوفير تجربة مريحة و منظمة.
تم تعزيز خدمات النقل و التسهيلات داخل الحرم، بما في ذلك توفير العربات اليدوية و الكهربائية، إلى جانب تخصيص وسائل مجانية لذوي الإعاقة، مع تسهيل عملية الحجز عبر نقاط موزعة في أنحاء الساحات.
كما تم تزويد الحرم بأحدث أنظمة التبريد و السماعات لضمان توفير أجواء مريحة للجميع.
وبفضل التوسعة السعودية الثالثة، أصبحت المساحات الإضافية قادرة على إستيعاب الملايين من المصلين و المعتمرين، مع تجهيز صحن الطواف و المسعى بأحدث التقنيات لتخفيف الإزدحام و ضمان إنسيابية الحركة.
إلى جانب ذلك، تمت زيادة أعداد السجاد المخصص للصلاة و توسيع مراكز الضيافة للأطفال داخل الحرم، حيث تُقدم برامج تعليمية و ترفيهية فريدة بإشراف متخصصين، لضمان تلبية إحتياجات العائلات.
كما حظي المعتكفون بعناية خاصة، حيث خُصصت لهم أماكن منظمة و مريحة مزودة بكافة الخدمات اللازمة، من وجبات غذائية و مستلزمات شخصية، إلى خزائن لحفظ الأمتعة، مما يضمن قضاء أوقاتهم في أجواء هادئة تساعد على العبادة و التأمل.
وفي إطار الحفاظ على النظام، وضعت الجهات الأمنية خططاً مدروسة لتنظيم الحشود، عبر مسارات محددة تسهل الوصول إلى الحرم و تضمن إنسيابية الحركة داخل ساحاته.
هذه الجهود التنظيمية الشاملة تجعل من ليلة 29 تجربة روحانية فريدة تحفر في الذاكرة و تُحيي القلوب.
بالإضافة إلى ذلك، تعمل التوسعات الجديدة و الخدمات المبتكرة التي تقدمها الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين على تعزيز تجربة الزوار، ليس فقط خلال شهر رمضان بل على مدار العام.
ومن شأن هذه الإستثمارات تحسين سلاسة الحركة داخل الحرم المكي و ضمان راحة أكبر للمعتمرين و المصلين، مما يُبرز الإلتزام المستمر بتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن و تحقيق رؤية المملكة في تعزيز السياحة الدينية و التنمية الروحية.