
هومبريس – ح رزقي
في دراسة حديثة، كشفت الأبحاث الطبية عن دواء جديد يحمل إسم “ليبيديسيران” (lepodisiran)، و الذي يُظهر قدرة واعدة على خفض مستويات جسيم دهني يُعرف بـ “إل بي (أ)” (Lp(a))، وهو عامل خطر غير شائع يرتبط بزيادة إحتمال الإصابة بالنوبات القلبية و السكتات الدماغية.
وفقاً للتجارب التي قُدمت في إجتماع الكلية الأمريكية لأمراض القلب في شيكاغو، و نُشرت في مجلةNew England Journal of Medicine، إستطاع هذا الدواء تقليل مستويات هذا الجسيم بنسبة 94% بعد جرعة واحدة فقط، مع إستمرار تأثيره لمدة ستة أشهر دون تسجيل آثار جانبية كبيرة.
وعلى الرغم من أن إرتفاع مستويات “إل بي (أ)” يمثل خطراً إضافياً للإصابة بأمراض القلب، إلا أن الأطباء نادراً ما يقومون بفحص هذه المستويات، ما يؤدي إلى عدم إكتشافها لدى الكثير من المرضى.
وقد وصف الدكتور ديفيد مارون، المتخصص في طب القلب الوقائي بجامعة ستانفورد، نتائج الدراسة بأنها “مثيرة للغاية”، مشيراً إلى أن الدواء أحدث إنخفاضاً كبيراً و مستداماً في مستويات البروتين الدهني المسؤول عن زيادة مخاطر النوبات القلبية.
لكن الباحثين يقرّون بضرورة إجراء المزيد من الدراسات للتحقق مما إذا كان خفض مستويات “إل بي (أ)” يساهم فعلياً في تقليل معدل الإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية.
ومن المقرر أن تُجرى تجربة سريرية واسعة النطاق بحلول عام 2029، بينما يُنتظر ظهور نتائج دواء مشابه تطوره شركة “نوفارتيس” في العام المقبل.
الجدير بالذكر أن “إل بي (أ)” قد تم إكتشافه عام 1974، و يُعرف بتأثيره الوراثي، حيث لا تتأثر مستوياته في الدم بممارسة الرياضة أو إتباع نظام غذائي معين.
وتشير الإحصائيات إلى أن الأشخاص الذين يعانون من إرتفاع طفيف في هذه المستويات يواجهون زيادة بنسبة 25% في خطر الإصابة بأمراض القلب، بينما تتضاعف المخاطر لدى من يعانون من مستويات عالية للغاية، و الذين يمثلون نحو 10% من السكان.
ويُعتقد أن هذا العامل قد يكون “المسبب الخفي” وراء النوبات القلبية التي تصيب الشباب أو الأفراد الذين لا يعانون من أي مشاكل صحية واضحة، ما يبرز الحاجة الملحّة إلى تكثيف البحث العلمي لتطوير حلول علاجية أكثر فعالية.
في ظل التطورات الحديثة في مجال أبحاث القلب و الأوعية الدموية، يبرز دواء “ليبيديسيران” كإضافة واعدة للعلاجات الوقائية، مما قد يُحدث نقلة نوعية في كيفية التعامل مع عوامل الخطر غير المكتشفة سابقاً.
ويشير الخبراء إلى أن تعزيز الوعي الطبي حول “إل بي (أ)” يمكن أن يساعد في الكشف المبكر عن الأشخاص الأكثر عرضةً لمشاكل القلب، مما يتيح فرصاً أكبر للتدخل الطبي الفعّال و الحد من المخاطر الصحية طويلة الأمد.
هذه الأبحاث تفتح الباب أمام إستراتيجيات جديدة لمعالجة أمراض القلب بطرق أكثر إستباقية و دقة، مما قد يؤثر إيجابياً على ملايين الأشخاص حول العالم.