الرئيسية

إنسحاب مفاجئ يثير تساؤلات خطيـ.ـرة.. هل تخلّت إيران عن الحوثيين؟

هومبريسع ورديني 

وسط تصاعد التوترات في المنطقة، اتخذت إيران خطوة غير مسبوقة بإصدار تعليمات لجميع مستشاريها العسكريين بمغادرة اليمن، خشية تعرضهم لضربات أمريكية قد تؤدي إلى مواجهة مباشرة بين طهران و واشنطن.  

وبحسب مصادر إعلامية، كشفت صحيفة “التلغراف” البريطانية أن إيران باتت أكثر حذراً في تعاملها مع الأوضاع الإقليمية، حيث يسعى كبار المسؤولين إلى إعادة تقييم الإستراتيجية العسكرية، و توجيه التركيز نحو التهديدات الآنية القادمة من الولايات المتحدة، بدلاً من دعم وكلائها الإقليميين كما كان الحال سابقاً.  

أكد مسؤول إيراني رفيع المستوى أن الأوضاع الحالية دفعت القيادة الإيرانية إلى مراجعة حساباتها، مشيراً إلى أن المناقشات السياسية أصبحت تتركز بالكامل حول كيفية التعامل مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، دون التطرق إلى القضايا التقليدية المتعلقة بالحلفاء الإقليميين.  

وفي ظل الضربات الأمريكية المكثفة على مواقع الحوثيين في اليمن، أوضح المصدر أن الجماعة لن تتمكن من الصمود طويلًا أمام الهجمات المستمرة، معتبراً أنها دخلت أصعب مراحلها منذ بداية النزاع.  

من جهتها، تصف واشنطن عملياتها العسكرية ضد الحوثيين بأنها “ناجحة بشكل كبير”، حيث نجحت القوات الأمريكية في تدمير أهداف إستراتيجية، ما يعكس رغبة الإدارة الأمريكية في تحجيم النفوذ الإيراني في المنطقة.

وفي المقابل، أعلن الحوثيون عن شنهم هجمات استهدفت سفناً حربية أمريكية في البحر الأحمر، من بينها حاملة الطائرات “يو إس إس هاري إس ترومان”، إلا أن البحرية الأمريكية أكدت عدم تسجيل أي إصابات حتى الآن، رغم وصفها الهجمات الحوثية بأنها الأعنف التي واجهتها منذ الحرب العالمية الثانية. 

تأتي هذه التطورات وسط تحولات جذرية في المشهد الإقليمي، حيث تواصل الأطراف المعنية إعادة ترتيب أولوياتها، مما قد يُنذر بمزيد من التصعيد في الفترة المقبلة.  

تعكس هذه التطورات تحولات كبيرة في الإستراتيجية الإيرانية، حيث يبدو أن طهران تعيد النظر في دعمها العسكري لحلفائها في المنطقة، مفضلة تجنب المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة.

وفي ظل التوترات المتزايدة، قد يكون لهذا الإنسحاب تأثير واضح على التوازنات الإقليمية، خصوصاً فيما يتعلق بمستقبل الحوثيين، الذين يواجهون تحديات غير مسبوقة نتيجة الضربات العسكرية المكثفة.  

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق