هومبريس-بني عياط
عاشت ساكنة دوار “تكموت”، التابع لجماعة بني عياط في إقليم أزيلال، ليلة أمس حالة من الفزع الشديد، بعدما اجتاحت العاصفة المطرية المنطقة، مخلفة وراءها مشاهد من الدمار الشامل، وأوجهًا مشبعة بالهلع. الكارثة التي ضربت المنطقة كشفت عن هشاشة البنية التحتية التي لم تتمكن من الصمود أمام غصب الطبيعة.
السيول العارمة اجتاحت المساكن الطينية، حيث غمرت البيوت بالأمطار، وأغرقت الأفرشة والأغطية، فيما دمرت أواني الطبخ وساقت معها بعض رؤوس الأغنام. المشهد كان مروعًا، تاركًا وراءه حالة من الذعر، خاصة في أوساط النساء والأطفال. ومع انهيار بعض البيوت الهشة، زادت المأساة بعد تضرر جزء من المساحات الزراعية التي تمثل المصدر الرئيسي للرزق للسكان.
في غياب البنية التحتية الملائمة، لم يجد الأهالي سوى أعينهم تراقب حجم الخسائر، وقلوبهم تتوجس من القادم. وأكد العديد منهم لموقع “هسبريس” أن هذه الكارثة لم تكن مفاجئة، بل كانت تكرارًا لمآسٍ سابقة طالما نبّهوا إليها، دون أن تجد مطالبهم أي استجابة من الجهات المعنية. فمطالبهم بإقامة سد تلي لتصريف مياه السيول ظلت حبيسة الرفوف، رغم عرائض ومراسلات متكررة.
وفي الوقت الذي حلّت فيه السلطات المحلية بعين المكان لمتابعة الوضع منذ لحظة العاصفة وحتى ساعات الفجر الأولى، سُجّل غياب واضح للمنتخبين، مما أثار استياءً عارمًا في صفوف المتضررين الذين اعتبروا هذا التفاعل المتأخر بمثابة مؤشر صارخ على التهميش.
