الرئيسية

طبيب يكشف.. كيف يؤثر الحرمان من النوم على وظائف الجسم الحيوية؟

هومبريسح رزقي

يؤكد الدكتور سيرغي تاراسوف، الخبير في علم النفس، أن الحرمان المستمر من النوم ليلاً يمكن أن يُحدث تأثيرات سلبية جسيمة على صحة الإنسان، سواء على المستوى الجسدي أو الذهني.

فعدم التوازن بين ساعات النوم و متطلبات الحياة اليومية يؤدي إلى إضطرابات ملحوظة، تشمل التدهور المعرفي، و إضعاف الجهاز المناعي، إضافةً إلى زيادة إحتمالات الإصابة بأمراض مزمنة.  

يؤثر نقص النوم بشكل مباشر على قدرة الجسم على مكافحة العدوى، حيث أظهرت الأبحاث إنخفاض إنتاج الخلايا المناعية بنسبة تصل إلى 50%، مما يزيد من قابلية الشخص للإصابة بالأمراض بمعدل يفوق ثلاثة أضعاف. 

كما أن الوظائف الذهنية تتراجع بشكل ملحوظ، إذ تؤدي قلة النوم إلى ضعف الذاكرة قصيرة المدى، و إنخفاض التركيز بنسبة تتراوح بين 30% و 40%، فضلاً عن إرتفاع مخاطر الإكتئاب بمقدار الضعف مقارنةً بالأفراد الذين يحصلون على نوم كافٍ.  

أما على مستوى الصحة الجسدية، فإن إضطرابات النوم المزمنة تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب و الأوعية الدموية بنسبة 45%، كما ترتبط إرتباطاً وثيقاً بإضطرابات ضغط الدم، وارتفاع فرص الإصابة بالسكري من النوع الثاني، إضافةً إلى تأثيرها على زيادة الوزن نتيجة إختلال مستويات الهرمونات المسؤولة عن التحكم في الشهية و التمثيل الغذائي.  

وعلى الرغم من أن القيلولة النهارية يمكن أن تعزز التركيز و الأداء العقلي لفترة قصيرة، إلا أنها لا تعوّض التأثيرات السلبية الناجمة عن الحرمان المزمن من النوم الليلي. 

فوفقاً للدكتور تاراسوف، يتمتع النوم الليلي بدور حاسم في ضبط الإيقاعات البيولوجية للجسم، و تعزيز مراحل التعافي العميق، مما يجعله عاملاً أساسياً لا يمكن الإستغناء عنه للحفاظ على الصحة العامة.  

يؤكد الخبراء أن إعادة تنظيم جدول النوم بما يتوافق مع الإحتياجات الفسيولوجية للجسم هو الحل الأمثل لتجنب الآثار السلبية المترتبة على إضطرابات النوم المزمنة، مما يعزز الأداء العقلي و الجسدي، و يضمن التوازن الصحي على المدى الطويل.  

بالإضافة إلى التأثيرات الصحية و العقلية المرتبطة بقلة النوم، تشير الدراسات الحديثة إلى أن الحرمان المزمن من النوم يمكن أن يُضعف القدرة على إتخاذ القرارات و التعامل مع الإجهاد اليومي.

فالأفراد الذين يعانون من إضطرابات النوم يكونون أكثر عرضة لإرتكاب الأخطاء في العمل، و تراجع الأداء الإدراكي، و حتى إنخفاض القدرة على التحكم في المشاعر، مما قد يؤثر سلبًا على العلاقات الإجتماعية و المهنية.

لذا، يُعتبر تنظيم النوم عاملاً أساسياً للحفاظ على التوازن الذهني و الجسدي، و تحسين جودة الحياة بشكل عام. 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق