الرئيسية

مغرب الأصالة و الحداثة.. برنامج إيرلندي يروي حكاية بلد متنوع و مضياف

هومبريسح رزقي 

استعرضت القناة الإيرلندية TG4 في برنامجها الشهير “Téacs Taistil” صورة حية للثقافة المغربية، حيث قدمت لمشاهديها تجربة غنية تعكس تمازج الأصالة التاريخية مع الحداثة و التطور.  

تمحورت الرحلة الإستكشافية حول مدينتي طنجة و مراكش، وهما من أبرز الوجهات التي تجسد التنوع الثقافي و الإقتصادي للمملكة، حيث نقل فريق البرنامج تفاصيل الموروث الحضاري المغربي من الهندسة المعمارية الفريدة إلى التقاليد العريقة.  

في طنجة، المدينة التي تشكل ملتقى الحضارات بين إفريقيا و أوروبا، غاص الصحفيون في أسرار تاريخها العريق، من المشاهد الخلابة لكاب سبارتيل حيث يتقابل المحيط الأطلسي و البحر الأبيض المتوسط، إلى مغارة هرقل التي تحتضن الأساطير المتوارثة عبر الأجيال. 

كما اكتشفوا أجواء المقاهي التاريخية مثل مقهى الحافة، حيث يمتزج عبق الماضي بروح المدينة المعاصرة.  

بعد هذه الجولة المذهلة، استقل الفريق القطار فائق السرعة “البراق”، الذي يعكس التقدم التكنولوجي و التنموي الذي يشهده المغرب، و انطلقوا إلى مراكش، المدينة التي تجسد الحيوية و الثراء الثقافي. 

في قلب الأسواق العريقة، انغمس الصحفيون في ألوان الأسواق الزاهية، و تذوقوا الأطباق المغربية التقليدية، و تفاعلوا مع الحرفيين المحليين الذين يواصلون نقل تراثهم عبر الأجيال.  

وعلى مدار الحلقتين، لم يقتصر البرنامج على تقديم معالم أثرية مذهلة، بل ركز أيضاً على التفاعل الإنساني العميق الذي أتاح للصحفيين فرصة الإندماج مع السكان و التعرف على حياتهم اليومية، مما أضفى طابعاّ أكثر واقعية و تجربة إستثنائية.  

تم إنتاج الحلقتين بالكامل في المغرب، مما أتاح للجمهور الإيرلندي فرصة إستكشاف ثقافة المملكة من منظور جديد، حيث تم عرض البرنامج باللغة الغيلية الوطنية، مما عزز جاذبيته لدى المشاهدين الإيرلنديين.  

بهذه الرحلة، رسم البرنامج صورة مغرب مضياف، زاخر بالتنوع و التقاليد الغنية، حيث يلتقي الماضي بالحاضر في توازن مذهل، ليقدم للعالم تجربة تجمع بين الجمال الطبيعي، الإرث التاريخي، و التطور المعاصر.  

إلى جانب تسليط الضوء على المعالم الثقافية و التاريخية، تعكس هذه الرحلة التلفزيونية أيضاً التوجه المتزايد نحو تعزيز السياحة المستدامة في المغرب. 

فبفضل مشاريع البنية التحتية المتطورة مثل القطار فائق السرعة “البراق” و إستثمارات المملكة في الحفاظ على التراث العمراني و التقاليد الحرفية، بات المغرب يقدم تجربة سياحية متوازنة تجمع بين حماية هويته الأصيلة و التكيف مع متطلبات الزوار الدوليين، مما يعزز موقعه كوجهة عالمية تجمع بين الحداثة و الجذور العريقة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق