
هومبريس – ي فيلال
في ظل تصاعد التوتر العسكري بين الهند و باكستان، أعلنت الهند شن هجوم صاروخي على مواقع داخل الأراضي الباكستانية، فيما سُمي بـ”عملية سيندور”، مما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا في مدينة باهالغام بمنطقة كشمير في 22 أبريل 2025.
وسط هذه المواجهات المتصاعدة، برز الجنرال عاصم منير، قائد الجيش الباكستاني، كأحد الشخصيات الأكثر تأثيراً في رسم سياسات بلاده تجاه الهند.
وفي خطاب ناري ألقاه من فوق دبابة خلال مناورة عسكرية، أكد بحزم أن أي تحرك عسكري هندي سيُواجه برد سريع و حاسم و متزايد، مهدداً بردع أي تصعيد من الجانب الهندي.
من جهة أخرى، يظهر ناريندرا مودي كرجل المرحلة في الهند، حيث عزز سياسات قومية تُكرّس الهوية الهندوسية، مستنداً إلى أفكار المنظمة القومية “راشتريا سوايامسيفاك سانغ – RSS”، و التي انتمى إليها منذ صغره.
هذه المنظمة التي ينتمي لها أيضاً قاتل المهاتما غاندي عام 1948، تدعو إلى إعتبار الهندوس المكوّن الرئيسي للهوية القومية، مع مطالبة الأقليات بإظهار ولاء كامل لهذه الأيديولوجيا.
التوتر بين البلدين ليس حديث العهد، فقد تصاعد بشكل حاد منذ أن ألغت حكومة مودي الوضع الخاص لإقليم جامو و كشمير عام 2019، ما أدى إلى إنهاء الحكم الذاتي للمنطقة و فرض سيطرة مباشرة من الحكومة المركزية، و هو القرار الذي أثار جدلاً واسعاً بسبب تداعياته القانونية و السياسية، إلى جانب القيود المشددة على حركة السكان و وسائل الاتصال.
مع تفاقم الإشتباكات الحدودية وبروز قيادتين متناقضتين في الأيديولوجيا و السياسات، يُخشى أن يتحول التصعيد الحالي إلى مواجهة نووية مدمرة.
فالهند و باكستان تمتلكان نحو 200 رأس نووي، مع مواصلة تطوير قدراتهما العسكرية.
وتشير رابطة الحد من الأسلحة إلى أن الهند تمتلك حوالي 172 رأساً نووياً، بينما لدى باكستان نحو 170 رأساً نووياّ، مما يجعل إحتمال نشوب صراع كارثي بين القوتين النوويتين مصدر قلق عالمي.
إلى جانب المخاوف العسكرية والتوتر السياسي، يشير خبراء الأمن الدولي إلى أن النزاع المتصاعد بين الهند و باكستان قد تكون له تداعيات إقتصادية خطيرة، حيث يمكن أن يؤثر على الإستقرار المالي في جنوب آسيا و يؤدي إلى إضطرابات في الأسواق العالمية.
فمع تزايد حالة عدم اليقين، قد تتعرض القطاعات الحيوية مثل التجارة الدولية و الطاقة لموجة من التقلبات، خاصة مع إعتماد العديد من الدول على علاقاتهما التجارية مع الهند و باكستان.
لذا، فإن التصعيد العسكري لا يشكل فقط تهديداً جيوسياسياً، و لكنه أيضاً عامل ضغط إقتصادي قد يؤدي إلى تغيرات واسعة النطاق في المشهد الدولي.