الرئيسية

تحركات دبلوماسية حاسمة.. هل تتجه إيطاليا لإعلان دعم رسمي للمملكة المغربية؟

هومبريسع ورديني 

في ظل التحولات الجيوسياسية المتسارعة، دعا مركز التفكير الإيطالي “لويجي إينودي” حكومة روما إلى إتخاذ موقف أكثر وضوحاً و حسماً بشأن قضية الصحراء المغربية، مشدداً على ضرورة دعم سيادة المملكة على أراضيها الجنوبية.  

ووفقًا لتحليل أعده أندريا كانجيني، الأمين العام للمركز، فإن أنشطة البوليساريو تشكل تهديداً متنامياً لإستقرار شمال إفريقيا، حيث تستغلها أطراف إقليمية لتعزيز نفوذها على حساب الأمن و السلم في المنطقة.

كما عبّر عن القلق المتزايد تجاه الموقف الإيطالي المتردد، مشيراً إلى أنه يتأثر بمصالح إقتصادية مرتبطة بشركة الطاقة “إيني” في الجزائر، مما يجعله غير متماشٍ مع التحولات السياسية و الدبلوماسية على الساحة الدولية.  

كانجيني سلّط الضوء على العلاقة التاريخية بين إيطاليا و المغرب، مؤكداً أن دعم الرباط ليس مجرد خطوة دبلوماسية بل قرار إستراتيجي يعزز المصالح الجيوسياسية لإيطاليا.

كما حذّر من التقارير التي كشفت عن صلات بين البوليساريو و الجماعات المسلحة، مشيراً إلى وجود تدريبات عسكرية تلقاها أفراد من هذه الميليشيات على يد أطراف إقليمية في مناطق النزاع مثل سوريا، وهو ما يثير مخاوف حقيقية بشأن تداعيات إستمرار دعمها.  

في سياق أوسع، استعرض التحليل الإعترافات الدولية المتزايدة بوحدة أراضي المغرب، حيث أكد أن الولايات المتحدة كانت سبّاقة في الإعتراف بالسيادة المغربية الكاملة، و تبعها دعم قوي من دول أوروبية مؤثرة مثل فرنسا و إسبانيا، في حين أبدت غالبية أعضاء الإتحاد الأوروبي تأييدها لخطة الحكم الذاتي المغربية بإعتبارها الحل الأكثر واقعية و إستدامة.  

وفي ختام رؤيته، شدد كانجيني على أن الوقت قد حان لإيطاليا لتعيد تقييم سياستها الخارجية وتكيّفها مع معطيات الواقع السياسي الجديد، مشيراً إلى أن المغرب، بحكم موقعه الإستراتيجي و دوره المحوري في مكافحة التطرف و ضمان الإستقرار الإقليمي، يستحق دعماً واضحاً لا لبس فيه، بدلاً من التردد الذي يتيح لقوى أخرى التأثير في مسارات الأحداث وفقاً لأجنداتها الخاصة.  

إلى جانب الأبعاد السياسية و الإستراتيجية، يمكن أن يؤثر موقف إيطاليا من قضية الصحراء على علاقاتها الإقتصادية طويلة الأمد، خاصة فيما يتعلق بالتعاون في مجالات الطاقة و التكنولوجيا و الإستثمار.

فالمغرب، بموقعه الجغرافي المتميز و إستقراره السياسي، يُعد بوابة رئيسية للأسواق الإفريقية، و هو ما يمنح إيطاليا فرصاً إقتصادية أكبر في حال تعزيز شراكتها مع المملكة. 

دعم سيادة المغرب لا يقتصر فقط على بعد دبلوماسي، بل يمكن أن يكون مدخلاً لتحقيق مكاسب إقتصادية ملموسة تعزز حضور الشركات الإيطالية في المنطقة و توسع نفوذ روما في القارة الإفريقية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق