أمل جديد لمرضى ضغط الدم.. دراسة سريرية تكشف عن علاج فعال و سريع و آمن

هومبريس – ح رزقي 

تُظهر دراسة سريرية حديثة نتائج واعدة لعلاج جديد يمكن أن يُحدث تغييراً جذرياً في التعامل مع إرتفاع ضغط الدم غير المنضبط، و هو أحد أكثر أمراض العصر خطورة والمعروف بـ”القاتل الصامت”، لدوره الرئيسي في زيادة مخاطر أمراض القلب و الشرايين.  

وبحسب تقرير نشرته صحيفة “إندبندنت” البريطانية، فإن العقار الجديد، الذي يحمل إسم “لوروندروستات”، أثبت قدرة ملحوظة على خفض ضغط الدم بمقدار 15 نقطة خلال أيام معدودة، مما يجعله خياراً محتملاً لعلاج الحالات التي لا تستجيب للأدوية التقليدية.  

أُجريت التجربة السريرية في جامعة كاليفورنيا، سان دييغو، بمشاركة 285 شخصاً يعانون من إرتفاع ضغط الدم، بمن فيهم مرضى من مركز الجامعة الصحي. 

واستهدف الباحثون اختبار تأثير “لوروندروستات”، و هو دواء يعمل على تنظيم مستوى هرمون الألدوستيرون، الذي يُعتبر من العوامل الرئيسة المساهمة في زيادة ضغط الدم.  

وخلال الأسابيع الثلاثة الأولى من التجربة، استمر المشاركون في تناول أدوية ضغط الدم التقليدية، مما مكّن العلماء من قياس فعالية العقار الجديد بدقة.

 وتبين أن المرضى الذين تناولوا “لوروندروستات” شهدوا إنخفاضاً كبيراً في ضغط الدم الإنقباضي (الرقم الأعلى في القراءة) بمعدل 15 نقطة، مقارنة بمن تلقوا علاجاً و هما الذين انخفض ضغط دمهم بمعدل 7 نقاط فقط، كما ظهر تحسن ملحوظ في ضغط الدم الإنبساطي لديهم. 

وأشار مايكل ويلكينسون، أحد معدّي الدراسة، إلى أن الهدف الرئيسي من البحث كان معالجة إختلال توازن الألدوستيرون، باعتباره من الأسباب الأساسية لإرتفاع ضغط الدم المقاوم للعلاج، مؤكداً أن العقار الجديد قد يكون مفيداً بصورة خاصة للمرضى الذين لم تفلح معهم الأدوية التقليدية.  

وتعتبر هذه النتائج تقدمًا كبيراً في مجال علاج إرتفاع ضغط الدم، وهو أحد الأسباب الرئيسية لأمراض القلب و الجلطات الدماغية عالمياً، نظراً لأن المرض غالباً ما يكون صامتاً، و لا يُظهر أعراضاً واضحة، مما يجعل مراقبته و علاجه أمراً ضرورياً للحفاظ على صحة القلب والشرايين.  

يعتزم الباحثون توسيع نطاق التجارب السريرية مستقبلاً، لتشمل مجموعات أكبر و أكثر تنوعاً من المرضى، بهدف التأكد من فعالية “لوروندروستات” في علاج إرتفاع ضغط الدم على نطاق واسع، مما قد يؤدي إلى إعتماده كأحد العلاجات الثورية في المستقبل. 

كما يجري العمل على دراسة تأثير الدواء في ظل تفاعل مختلف العوامل البيئية و الوراثية، لضمان تقديم علاج دقيق و متكامل لمرضى إرتفاع ضغط الدم في شتى أنحاء العالم.