الرئيسية

الرجال في مواجهة خطر غير متوقع.. متلازمة القلب المكسور ترفع معدلات الوفاة

هومبريسح رزقي 

عندما يتعرض الإنسان لصدمة عاطفية أو إجهاد جسدي شديد، قد لا يكون القلب مجرد عضو ينبض بالحياة، بل يصبح مرآة تعكس الألم الداخلي، و هو ما يُعرف بمتلازمة القلب المكسور. 

هذه الحالة الطبية، التي تبدو وكأنها مأخوذة من رواية درامية، ليست مجرد تعبير مجازي، بل هي إضطراب حقيقي يصيب عضلة القلب، و يؤثر على قدرتها في ضخ الدم بكفاءة.  

رغم أن النساء أكثر عرضة للإصابة بهذه المتلازمة، إلا أن الرجال يواجهون خطر الوفاة بسببها بمعدل ضعف النساء تقريباً.

وفقاً لدراسة حديثة، فإن نسبة الوفيات بين الرجال الذين أصيبوا بهذه الحالة بلغت 11%، مقارنة بـ 5% فقط لدى النساء.  

الفرق في تأثير المتلازمة بين الجنسين يعود إلى طبيعة المحفزات التي تؤدي إلى الإصابة بها.

 فالنساء غالباً ما يتعرضن لها نتيجة تجارب عاطفية قوية، مثل فقدان شخص عزيز أو الإنفصال، بينما يعاني الرجال منها بسبب الإجهاد البدني الشديد، مثل العمليات الجراحية أو السكتات الدماغية.  

ورغم أن أعراض هذه المتلازمة تشبه النوبة القلبية، مثل ألم الصدر و ضيق التنفس، إلا أنها لا ترتبط بانسداد الشرايين، بل تحدث نتيجة إرتفاع مفاجئ في هرمونات التوتر، مما يؤدي إلى ضعف مؤقت في وظيفة القلب.  

ما يجعل هذه الحالة أكثر تعقيدًا هو أن بعض المرضى يتعافون منها بسرعة، بينما يواجه آخرون مضاعفات خطيرة قد تصل إلى فشل القلب أو الوفاة. 

كما أن انخفاض مستوى الدعم الإجتماعي لدى الرجال قد يكون أحد العوامل التي تؤثر على فرص التعافي.  

وفي ظل هذه المخاطر، يوصي الأطباء بإتباع أنماط حياة صحية تساهم في تقليل التوتر و الإجهاد، مثل ممارسة الرياضة بإنتظام، الحفاظ على نظام غذائي متوازن، و تعزيز الدعم الإجتماعي عبر التواصل مع الأصدقاء و العائلة.

فهذه العوامل لا تحمي القلب فحسب، بل تعزز الصحة النفسية والجسدية على حد سواء.  

إضافةً إلى ذلك، تشير بعض الدراسات الحديثة إلى أن ممارسة تقنيات الإسترخاء مثل التأمل و اليوغا يمكن أن تساعد في تقليل تأثير الصدمات العاطفية على القلب، حيث تساهم هذه الأنشطة في تنظيم مستويات التوتر و تحسين الصحة القلبية على المدى الطويل. 

كما أن إدراك أهمية التوازن النفسي و الجسدي أصبح عاملاً أساسياً في الوقاية من هذه الحالة، مما يستدعي مزيداً من التوعية حول كيفية التعامل مع الضغوط اليومية بطرق أكثر إستدامة.  

في النهاية، تبقى الصحة النفسية و الجسدية مترابطتين بشكل وثيق، حيث يمكن أن تؤدي الضغوط العاطفية و الجسدية إلى تأثيرات غير متوقعة على القلب.

لذا، فإن الوعي بهذه المتلازمة و أسبابها قد يكون مفتاحاً لتجنب مضاعفاتها، خاصة لدى الفئات الأكثر عرضة للخطر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق