الرئيسية

دراسة جديدة صادمة.. مستحضرات التجميل قد تعطل نظام الأكسدة الطبيعي في الجسم

هومبريسح رزقي 

في عالم العناية الشخصية، حيث تُستخدم العطور و الكريمات المرطبة يومياً، كشفت دراسة علمية حديثة عن تأثير غير متوقع لهذه المنتجات على مجال الأكسدة البشري، و هو نظام كيميائي طبيعي في الجسم يساعد في تنقية الهواء المحيط و تقليل تأثير الملوثات.  

وفقاً للباحثين في معهد ماكس بلانك بألمانيا، فإن هذا المجال يتكون من جذور هيدروكسيل (OH) التي تتشكل نتيجة تفاعل الجلد مع ملوثات الأوزون في الهواء، مما يجعله بمثابة درع طبيعي يحمي الجسم من الملوثات المتطايرة.

 لكن الدراسة، التي نُشرت في مجلة ساينس أدفانسز، كشفت أن بعض المركبات الموجودة في العطور و مرطبات الجلد قد تعطل هذا المجال الحيوي، مما يؤدي إلى إطلاق مواد كيميائية في الهواء المحيط، قد يكون لها تأثيرات غير معروفة على الصحة البشرية.  

في تجربة مخبرية، لاحظ العلماء أن مركبات مثل الإيثانول و الفينوكسي إيثانول المنبعثة من مستحضرات التجميل ترتفع في الهواء بفعل حرارة الجسم، حيث سجلت تركيزات قرب الأنف أعلى بـ 2.8 مرة من الهواء المحيط، حتى بعد 10 دقائق من إستخدامها.

وعند إضافة الأوزون إلى الغرفة، تبين أن هذه المستحضرات تعرقل تشكّل جذور OH بنسبة تصل إلى 34%، مما يقلل من قدرة الجسم على التفاعل مع الملوثات المحيطة.  

الباحثون حذروا من أن هذه التفاعلات تحدث مباشرة في منطقة التنفس وعلى سطح الجلد، مما قد يشكل تهديدًا صحيًا غير مرئي. 

كما أشاروا إلى أن التفاعل مع مجال الأكسدة البشري قد يولّد نواتج ثانوية كيميائية غير معروفة الأثر الصحي حتى الآن، مما يستدعي مزيداً من البحث لفهم تأثيراتها المحتملة على الصحة العامة.  

البروفيسور جوناثان ويليامز، أحد الباحثين المشاركين في الدراسة، شدد على أهمية إعادة النظر في كيمياء الأماكن المغلقة التي يعيش فيها البشر، حيث يمكن أن تؤدي هذه التفاعلات إلى تغييرات كبيرة في مكونات الهواء الداخلي، مما قد يؤثر على جودة الهواء و الصحة العامة.  

إضافة إلى ذلك، تشير بعض الدراسات إلى أن تأثير مستحضرات العناية الشخصية لا يقتصر فقط على الهواء المحيط، بل قد يكون له تداعيات على صحة الجلد نفسه. 

فبعض المركبات الكيميائية المستخدمة في العطور و الكريمات قد تتفاعل مع الطبقة الخارجية للجلد، مما قد يؤدي إلى تغيرات في توازن البكتيريا النافعة التي تلعب دورًا مهمًا في حماية البشرة من العوامل البيئية الضارة.

هذه التأثيرات لا تزال قيد الدراسة، لكنها تفتح المجال أمام أبحاث جديدة حول تأثير المنتجات التجميلية على صحة الإنسان بشكل أعمق.  

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق