
هومبريس – ز الكداري
احتضنت كلية الآداب و العلوم الإنسانية ببني ملال، صباح الخميس 22 ماي 2025، ورشة تكوينية مهنية أطرها الإعلامي و الباحث محفوظ أيت بنصالح، حول موضوع “النموذج الإقتصادي للمقاولة الصحفية بالمغرب”، بحضور طلبة مسار التميز في الصحافة و الإعلام بسلكي الإجازة والماستر، إلى جانب ثلة من الأساتذة.
تقاسم أيت بنصالح مع الحضور خلاصة مساره المهني، الذي انطلق من التدرج كطالب و مراسل، إلى خريج جامعة، ثم صحافي، فصاحب مقاولة إعلامية و باحث أكاديمي.
واستعرض المتحدث أبرز التحديات التي تعترض طريق إنشاء مقاولة صحفية في ظل التحولات الرقمية المتسارعة، مشدداً على أن الصحافة تمر بمخاض، لكنها مهنة تتجدد باستمرار، لأن الكلمة لا تموت.
وقد تفاعل الطلبة بشكل لافت مع المداخلة، من خلال طرح تساؤلات مستفيضة همت جوانب متعددة، من بينها إكراهات التمويل، و تحديات التكيّف مع متطلبات العصر الرقمي، إلى جانب تساؤلات حول سبل الحفاظ على الإستقلالية التحريرية في ظل الضغوط الإقتصادية التي تواجه المقاولة الصحفية.
وانتقد أيت بنصالح الخطاب المتشائم الذي يروجه البعض عن واقع الصحافة، معتبراً أن من ينظرون إليها بسوداوية هم “غربان مشؤومة” يركزون على الفشل بدل العمل على تجاوزه.
كما حذر من الفوضى التي أحدثها دخول متطفلين على المهنة، من سماسرة و أصحاب عقارات، ما أثر سلباً على جودة المحتوى الصحفي.
ودعا إلى تكوين جيل جديد من الصحافيين يمتلكون كفاءة تكنولوجية، و وعياً عميقاً بأساسيات المجتمع المغربي، ليكونوا قادرين على إنتاج مضامين إعلامية مهنية و محترمة.
كما شدد على ضرورة إحداث مجلس وطني للصحافة قوي و بناء، و توفير منظومة تشريعية تحمي المهنة و تؤطرها، معتبراً أن الجامعة المغربية مطالبة بتخريج صحافيين بالمستوى المطلوب.
وختم مداخلته بالتأكيد على أن المنتوج الصحافي ليس سلعة تقاس بمنطق السوق، بل هو خدمة عمومية تسهم في إحداث التوازن بين السلط، و ممارسة الرقابة لصالح المواطن و المجتمع.
وفي ختام الورشة، تم تقديم شهادة تقديرية للإعلامي محفوظ أيت بنصالح، عرفانا له بمشاركته القيمة، كما تم تهنئته بمناسبة فوزه المستحق بالجائزة الثانية في فئة الصحافة المكتوبة، ضمن فعاليات الجائزة الوطنية للصحافة الفلاحية و القروية، و هو ما اعتبر تكريما لمسار مهني متميز و إضافة نوعية للمشهد الإعلامي المغربي.