
هومبريس
في مشهد يعكس عمق الإحساس بالتهميش والإقصاء، نظم سكان 13 دوارًا تابعًا لمنطقة أوزيغمت بجماعة إغيل نومكون، إقليم تنغير، مسيرة احتجاجية حاشدة صوب مقر عمالة الإقليم، للمطالبة بفك العزلة عن منطقتهم وتوفير الحد الأدنى من مقومات العيش الكريم.
الساكنة، التي حجت من دواوير نائية مترامية في أعالي جبال الأطلس الكبير، اختارت أن تعبر عن سخطها من الوضع المتردي الذي تعيشه منذ سنوات، حيث رفعت شعارات تندد بـ”الحرمان الممنهج” من أبسط الحقوق الأساسية، وعلى رأسها التعليم، الصحة، وشبكة الطرق التي تربطهم بباقي مناطق الإقليم.
ويؤكد المشاركون في المسيرة، التي قطعت مسافات طويلة مشيًا على الأقدام، أن دواويرهم تعاني من غياب شبه تام للبنية التحتية، مؤكدين أن المؤسسات التعليمية إن وجدت فهي متهالكة وتفتقر للموارد البشرية والتجهيزات، ما يدفع العشرات من الأطفال إلى الانقطاع المبكر عن الدراسة، خاصة في صفوف الفتيات.
من جهة أخرى، اشتكى السكان من الوضع الصحي المتدهور في المنطقة، مشيرين إلى غياب المراكز الصحية والتجهيزات الطبية، ما يضطر المرضى إلى قطع عشرات الكيلومترات صوب مراكز حضرية لتلقي العلاج، وهو ما يعرض حياتهم للخطر، خاصة في الحالات الاستعجالية.
كما شكلت الطرقات موضوعًا بارزًا في شعارات المحتجين، الذين وصفوا المسالك المؤدية إلى دواويرهم بـ”المنعدمة”، حيث تتحول إلى أوحال ووديان خلال فصل الشتاء، مما يفاقم عزلة الساكنة ويعرقل حركة التنقل، ويزيد من معاناتهم في نقل المواد الأساسية أو الحالات المستعجلة.
وأكد عدد من الفاعلين المحليين، في تصريحات متطابقة، أن المنطقة ظلت خارج خارطة التنمية لعقود، مشيرين إلى أن البرامج والمخططات التي تعلن عنها الجهات المعنية لا تصل إلى هذه الدواوير الجبلية، التي تظل في قلب النسيان، رغم ما تزخر به من طاقات بشرية ومؤهلات طبيعية يمكن أن تجعلها رافعة للتنمية.
وفي تفاعل أولي مع هذه التحركات، أفادت مصادر مطلعة من عمالة تنغير أن وفدًا إداريًا استقبل ممثلين عن المحتجين للاستماع إلى مطالبهم، ووعد بنقلها إلى الجهات المختصة والعمل على دراستها في إطار مقاربة تشاركية تستحضر خصوصية المناطق الجبلية وظروفها المناخية والجغرافية.