
هومبريس – ي فيلال
في كارثة طبيعية مدمرة و غير مسبوقة، اجتاحت الفيضانات العارمة بلدة موكوا في شمال وسط نيجيريا، مخلفة 25 قتيلاً على الأقل و أكثر من 10 مفقودين، حيث لا تزال فرق الإنقاذ تعمل في ظروف بالغة الصعوبة وسط توقعات بإرتفاع عدد الضحايا مع استمرار عمليات البحث و الإنقاذ
المياه الجارفة اجتاحت المنازل و ابتلعت أكثر من 50 مسكنًا بالكامل، تاركة العائلات بلا مأوى و أغرقت الشوارع في مشهد مأساوي و مفجع، فيما يحاول السكان المحليون إستيعاب حجم الكارثة بينما تتواصل أعمال الإغاثة، مع تزايد المخاوف من تفاقم الأزمة مع استمرار هطول الأمطار بغزارة غير معهودة مما يزيد من تعقيد عمليات الإنقاذ
وكالة الأرصاد الجوية النيجيرية كانت قد حذّرت في وقت سابق من أمطار غزيرة تهدد 15 ولاية نيجيرية، مشيرة إلى أن هذه الفيضانات ليست سوى بداية لموسم الأمطار الذي يمتد من مايو إلى شتنبر، إذ تشهد نيجيريا سنوياً مثل هذه الكوارث الطبيعية التي تخلف دماراً واسعاً نتيجة ضعف البنية التحتية و عدم كفاية أنظمة تصريف المياه، مما يؤدي إلى خسائر بشرية و مادية ضخمة و يجعل التعامل مع الأزمة أكثر تعقيداً.
الرئيس النيجيري بولا أحمد تينوبو دعا إلى إتخاذ إجراءات عاجلة و فورية لإحتواء الأزمة، مطالباً بتوفير موارد إضافية ضخمة للإغاثة و إنشاء أنظمة إنذار مبكر متطورة لتفادي مثل هذه الكوارث مستقبلاً، بينما تعمل الجهات الحكومية على تقديم المساعدات الفورية و الطارئة رغم التحديات الهائلة و المعقدة المرتبطة بتدهور الوضع المناخي، مما يستدعي تعاوناً دولياً لدعم جهود الإغاثة.
هذه الفيضانات لا تمثل حادثاً فردياً، بل جزءاً من أزمة متكررة و مستمرة تعاني منها البلاد سنوياً، حيث تتسبب الأمطار الغزيرة وضعف البنية التحتية في دمار واسع النطاق، و في ظل هذه الظروف، يظل البحث عن حلول جذرية و مستدامة أمراً ضرورياً لتجنب تكرار هذا السيناريو الكارثي و المؤلم في المستقبل، مع أهمية تعزيز خطط الطوارئ و الإستجابة السريعة للتعامل مع الكوارث الطبيعية بكفاءة أكبر.
إلى جانب الأضرار البشرية و المادية، تسببت الفيضانات في أزمة إنسانية متفاقمة حيث نزح آلاف السكان من المناطق المتضررة بحثاً عن مأوى آمن، و وفقاً لتقارير محلية، فإن المخيمات المؤقتة تعاني من نقص حاد في الإمدادات الأساسية مثل الغذاء و المياه النظيفة، مما يزيد من معاناة المتضررين، فيما تسابق المنظمات الإنسانية الزمن لتقديم المساعدات، لكن الحاجة إلى دعم دولي تظل ملحة لضمان توفير الإحتياجات الأساسية للنازحين.