هومبريس – ع ورديني
في ظل التحديات المتزايدة لندرة المياه في المناطق القروية، أعلنت وزارة التجهيز و الماء عن خطة طموحة تهدف إلى تسريع وتيرة بناء السدود الصغيرة، في إطار إستراتيجية وطنية شاملة لتعزيز التنمية المستدامة و ضمان الأمن المائي.
تمثل هذه السدود حلاً عملياً و فعالاً لمواجهة أزمة المياه، حيث تسهم في توفير مصادر دائمة للري، مما يعزز الإنتاج الزراعي و يضمن إستدامة المحاصيل.
كما تساعد على مكافحة الجفاف عبر تخزين المياه و توزيعها بشكل متوازن بين المناطق المحتاجة، مما يساهم في تحسين الظروف البيئية من خلال دعم التنوع البيولوجي و خلق بيئات مائية جديدة.
بالإضافة إلى ذلك، فإنها ترفع مستوى الصحة العامة عبر ضمان وصول المياه النظيفة إلى القرى و المناطق النائية.
في إطار البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب و مياه السقي 2020-2027، تم تحقيق تقدم ملموس، حيث شملت الإنجازات ترميم 10 سدود بسعة إجمالية 4.41 مليون متر مكعب، و إنجاز 27 سداً جديداً بسعة 66.22 مليون متر مكعب، إضافة إلى بناء 8 سدود بالتعاون مع وزارة الداخلية بسعة 8.8 مليون متر مكعب، كما تم برمجة 12 سداً جديداً بسعة 6.12 مليون متر مكعب لضمان توزيع أكثر عدالة للمياه.
تواصل الوزارة جهودها عبر مشاورات مكثفة مع الجهات المعنية لوضع برنامج جديد لإنجاز سدود صغيرة خلال الفترة 2025-2027، حيث سيتم تقييم إحتياجات المناطق الجهوية والمحلية لضمان توزيع المياه بشكل أكثر كفاءة و إستدامة.
إلى جانب بناء السدود، تعمل الوزارة على تعزيز الإبتكار في إدارة الموارد المائية، من خلال إعتماد تقنيات حديثة لتحسين كفاءة تخزين المياه وتوزيعها، مما يساهم في تحقيق توازن بيئي و إقتصادي يخدم الأجيال القادمة.
وفي إطار هذه الجهود، تسعى الوزارة إلى تعزيز التعاون مع المؤسسات البحثية و الجامعات لتطوير حلول مبتكرة في مجال إدارة المياه، حيث يتم العمل على استحداث تقنيات حديثة لتحلية المياه و إستغلال الموارد المائية غير التقليدية، مما يفتح آفاقاً جديدة لمواجهة تحديات ندرة المياه.
كما تعمل الوزارة على إطلاق حملات توعية تستهدف سكان المناطق القروية، بهدف تعزيز ثقافة ترشيد إستهلاك المياه و تشجيع إستخدام أساليب الري الحديثة، مما يسهم في تقليل الهدر المائي و ضمان إستدامة الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.
