الرئيسية

صيف اللهب يقترب.. و المغرب يستنفر دفاعاته العلمية و اللوجستية لحماية غاباته من نيران التغير المناخي

هومبريسع ورديني 

مع اقتراب صيف 2025، تتجه الأنظار بقلق نحو الغطاء الغابوي بالمملكة، في ظل توقعات بإرتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة، ما ينذر بموسم حارق قد يهدد آلاف الهكتارات من الثروات الطبيعية. 

وفي مواجهة هذا الخطر المتصاعد، أعلنت الوكالة الوطنية للمياه و الغابات عن تفعيل آلية استباقية غير مسبوقة، تقوم على النشر اليومي لخرائط تنبؤية دقيقة، تحدد المناطق الأكثر هشاشة تجاه إندلاع الحرائق، و ذلك من الإثنين إلى الجمعة.

هذه الخرائط تعتمد على معطيات علمية دقيقة، تأخذ بعين الاعتبار نوعية الغطاء النباتي، و قابليته للإشتعال، إلى جانب التوقعات المناخية و الظروف الطبوغرافية المحلية.

وقد صنّفت الوكالة مجموعة من الأقاليم ضمن مستويات خطورة متفاوتة :

– المستوى الأحمر (خطورة قصوى) : أزيلال، بني ملال، شفشاون، القنيطرة، الخميسات، العرائش، طنجة-أصيلة، تاونات، تازة.  

– المستوى البرتقالي (خطورة مرتفعة): أكادير-إيدا أوتنان، الحسيمة، بركان، فحص-أنجرة، إفران، خنيفرة، المضيق-الفنيدق، الناظور، وزان، وجدة-أنجاد، الصخيرات-تمارة، تاوريرت، تارودانت، تطوان.  

– المستوى الأصفر (خطورة متوسطة): الصويرة، الرباط، سلا، صفرو، سيدي سليمان.

وفي هذا السياق، دعت الوكالة الساكنة المجاورة للمجالات الغابوية، وكذا العاملين بها و المصطافين و الزوار، إلى توخي الحذر الشديد، و تفادي أي نشاط قد يؤدي إلى إشتعال النيران، خاصة في ظل ظروف مناخية مواتية لانتشار الحرائق بسرعة.

كما شددت على ضرورة التبليغ الفوري للسلطات المحلية في حال رصد أي دخان أو سلوك مشبوه.

وتُعد هذه المقاربة الإستباقية نقلة نوعية في تدبير المخاطر البيئية، إذ تعتمد على الذكاء المجالي و البيانات المناخية الدقيقة، ما يسمح بتوجيه الموارد البشرية و اللوجستية نحو المناطق الأكثر عرضة للخطر، و تقليص زمن الإستجابة في حال إندلاع الحرائق.

كما أن هذه الإجراءات تندرج ضمن رؤية وطنية شاملة لتعزيز الأمن البيئي، حيث تعمل السلطات على دمج المجتمع المدني في جهود الوقاية، من خلال حملات تحسيسية و تكوينات ميدانية، تجعل من المواطن شريكاً فاعلاً في حماية الغابة، لا مجرد متلقٍ للتعليمات.

وتعكس هذه الخطوات المتقدمة وعياً متزايداً بأن حماية الغابات لم تعد ترفاً بيئياً، بل ضرورة إستراتيجية في ظل تصاعد تهديدات التغير المناخي، الذي يجعل من صيف 2025 أحد أكثر المواسم حساسية في تاريخ تدبير الغابات المغربية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق