
هومبريس – ي فيلال
في ظل موجات الحر المتصاعدة و الطلب المتزايد على الطاقة، دقّ تقرير صادر عن منصة الطاقة المتخصصة ناقوس الخطر بشأن أزمة كهرباء خانقة تهدد ست دول عربية خلال صيف 2025، و هي : الكويت، العراق، سوريا، لبنان، اليمن، و السودان، مع تفاوت في حدة الأزمة من بلد إلى آخر.
التقرير أوضح أن هذه الأزمة لم تعد مجرد خلل تقني أو ظرفي، بل تحوّلت إلى أزمة تنموية شاملة، تتقاطع فيها عوامل سوء الحوكمة، الأزمات الإقتصادية، وت غير المناخ، ما يجعل من معالجتها تحدياً إستراتيجياً يتجاوز الحلول المؤقتة.
وأشار المصدر إلى أن إجراءات مثل استيراد الوقود أو تخفيف الأحمال لم تعد كافية، ما لم تُعتمد إصلاحات جذرية تُعيد هيكلة القطاع، و تُعزز الشفافية في التسيير و التمويل، و تُرسّخ ثقافة الإستدامة في إدارة الموارد الطاقية.
وفي هذا السياق، شدد التقرير على أهمية الإستثمار في الطاقات المتجددة، خاصة الطاقة الشمسية والريحية، باعتبارها خياراً إستراتيجياً لتقليل الإعتماد على الوقود الأحفوري، و تحقيق أمن طاقي مستدام في المدى المتوسط و البعيد.
كما لفت إلى أن هذه الأزمات ليست موسمية أو عابرة، بل تُجسّد أزمة بنيوية في إدارة قطاع الكهرباء، تتطلب رؤية إصلاحية شاملة تشمل تحديث شبكات النقل و التوزيع، و رفع الكفاءة التشغيلية، و توسيع مشاريع الربط الكهربائي الإقليمي.
ومن بين التوصيات البارزة، دعا التقرير إلى تعزيز التعاون العربي في مجال الطاقة، من خلال إنشاء منصات مشتركة لتبادل الخبرات، و تنسيق الإستثمارات في البنية التحتية، بما يُسهم في بناء منظومة كهربائية أكثر تكاملاً و مرونة.
وخلص التقرير إلى أن تجاوز هذه الأزمة لن يتحقق عبر حلول ترقيعية، بل يتطلب إرادة سياسية واضحة، و تمويلاً مستداماً، ورؤية إصلاحية طويلة الأمد تُعيد الإعتبار لقطاع الكهرباء كركيزة أساسية للتنمية الإقتصادية و الإجتماعية.