بين السياسات الوقائية و الواقع الصحي المتقلب.. هل ينجح المغرب في خفض التدخين فعلياً؟

هومبريس – ح رزقي 

في تقرير حديث صادر عن وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) ضمن قاعدة بياناتThe World Factbook لسنة 2025، كُشف عن ترتيب دول العالم من حيث معدل استهلاك التبغ بين السكان البالغين (فوق 15 عاماً).

وجاء المغرب في المرتبة 111 من أصل 168 دولة، بنسبة انتشار بلغت 12.3%، ما يضعه ضمن الثلث الأخير عالمياً، و يُصنّفه كأحد البلدان ذات الإستهلاك المنخفض نسبياً مقارنة بالمتوسط العالمي.

وعلى مستوى دول المغرب الكبير، تصدّرت الجزائر الترتيب الإقليمي بنسبة 21.4% (المرتبة 60 عالمياً)، تليها تونس بنسبة 19% (المرتبة 76)، في حين سجّلت موريتانيا أدنى نسبة إستهلاك عربيًا بـ8.3% فقط، محتلة المرتبة 140 عالمياً.

أما على الصعيد العربي، فقد تصدّر الأردن القائمة بنسبة 37.1%، ليحل خامساً عالمياً، تليه لبنان بنسبة 34.1% (المرتبة 10 عالمياً)، بينما جاءت مصر في المرتبة 39 بنسبة 25.8%، و الإمارات في المرتبة 124 بنسبة 10.7%.

عالميًا، احتلت دولة ناورو الواقعة في المحيط الهادئ صدارة التصنيف بنسبة إستهلاك بلغت 47.7%، تليها ميانمار (42.2%)، ثم إندونيسيا (39%)، في حين جاءت نيجيريا في ذيل الترتيب بنسبة 2.6% فقط.

ويعتمد هذا المؤشر على قياس متوسط إستهلاك التبغ بنوعيه، تدخيناً أو مضغاً، بين الذكور و الإناث فوق سن 15 عاماً، ما يجعله مرجعاً مهماً لصنّاع القرار في القطاع الصحي لتقييم فعالية السياسات الوقائية.

ويُعزى انخفاض معدل التدخين في المغرب إلى تزايد الوعي الصحي، و تكثيف حملات التحسيس، وفرض قيود قانونية على الإعلانات و التدخين في الأماكن العامة، إلى جانب دور المجتمع المدني في التوعية بمخاطر التبغ.

كما يُعد هذا التصنيف فرصة لتسليط الضوء على أهمية تعزيز البرامج الوقائية، خاصة في صفوف الشباب، و توسيع نطاق الدعم للإقلاع عن التدخين، بما في ذلك توفير خدمات العلاج المجاني، و تكثيف الرقابة على بيع منتجات التبغ للقاصرين.