الرئيسية

شراكة دفاعية واعدة و متقدمة بين المملكة المغربية و إثيوبيا تُعزّز الأمن الإفريقي المشترك

هومبريسح رزقي 

في خطوة دبلوماسية ذات دلالة إستراتيجية، استقبل عبد اللطيف لوديي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، أمس الثلاثاء بالرباط، نظيرته الإثيوبية عائشة محمد موسى، وزيرة الدفاع بجمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية، التي تقوم بزيارة عمل إلى المملكة على رأس وفد رفيع المستوى.

الزيارة، التي تندرج في إطار تنفيذ التعليمات الملكية السامية، تُجسّد إرادة سياسية قوية لتوطيد العلاقات الثنائية بين البلدين، و قد تُوّجت بتوقيع إتفاقية تعاون عسكري شاملة، بحضور الجنرال دوكور دارمي محمد بريظ، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية و قائد المنطقة الجنوبية.

الإتفاقية تشمل مجالات متعددة، من التكوين و التدريب و المناورات، إلى البحث العلمي و الصحة العسكرية، كما تنص على تبادل الخبرات و تعزيز التنسيق في القضايا ذات الإهتمام المشترك.

وتم الإتفاق على إحداث لجنة عسكرية مشتركة تُعقد اجتماعاتها بالتناوب بين الرباط وأ ديس أبابا، لتحديد أولويات التعاون و تقييم نتائجه.

وقد أكد الوزيران خلال اللقاء على التزام بلديهما بدعم الأمن و الإستقرار في القارة الإفريقية، من خلال مقاربة تشاركية تقوم على التضامن الفعلي و الاحترام المتبادل، مع الإشادة بالدور البنّاء الذي تضطلع به كل من المملكة المغربية و جمهورية إثيوبيا في تعزيز السلم الإقليمي.

وتُعد هذه الإتفاقية إمتداداً لرؤية المملكة المغربية في ترسيخ التعاون جنوب-جنوب، حيث تُجسّد مقاربة شمولية تجعل من الدفاع المشترك أداة لتعزيز التنمية، و مواجهة التحديات الأمنية العابرة للحدود، كالإرهاب و الجريمة المنظمة و الهجرة غير النظامية.

كما أن هذا التعاون يُمهّد الطريق لتوسيع الشراكة نحو مجالات إستراتيجية أخرى، مثل الأمن السيبراني، و تدبير الكوارث، و الدعم اللوجستي، ما يُعزّز من قدرة البلدين على بناء منظومة دفاعية إفريقية متكاملة و فعالة.

اللقاء شكّل أيضاً مناسبة لتسليط الضوء على المبادرات الرائدة التي أطلقتها المملكة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، في مجال الإندماج الإقليمي و التعاون الإفريقي، و التي جعلت من المغرب فاعلاً دينامياً في دعم الإستقرار و الإزدهار المشترك داخل القارة.

وفي ختام اللقاء، عبّر الجانبان عن إرادتهما المشتركة في تفعيل مضامين الإتفاق، و تكثيف تبادل الزيارات بين المسؤولين العسكريين، بما يُرسّخ أسس شراكة إستراتيجية متينة، تُخاطب تطلعات القارة نحو أمن جماعي و تنمية مستدامة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق