
هومبريس – ج السماوي
في مشهد دموي جديد يُعمّق جراح شمال شرق نيجيريا، هزّ هجوم انتحاري مروّع مدينة كوندوغا بولاية بورنو، مساء الجمعة، و أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 20 شخصاً و إصابة العشرات، بعدما فجّرت امرأة نفسها وسط سوق مكتظ قرب مأوى للصيادين المحليين المشاركين في جهود مكافحة الإرهاب.
التفجير وقع في محيط سوق السمك الشعبي، الذي يُعد نقطة تجمع رئيسية في المدينة، ما ضاعف من حجم الخسائر البشرية و المادية.
وبحسب مصادر محلية، فإن منفذة الهجوم يُشتبه في انتمائها إلى جماعة بوكو حرام، التي تنشط في المنطقة منذ أكثر من 16 عاماً، و تُعرف باستخدامها المتكرر للنساء و الأطفال في تنفيذ عمليات إنتحارية، في تكتيك يُجسّد وحشية التنظيم و ازدراءه للحياة البشرية.
كوندوغا، التي تبعد نحو 40 كيلومتراً عن مايدوغوري، كانت مراراً هدفاً لهجمات دامية من قبل بوكو حرام و تنظيم الدولة الإسلامية في غرب إفريقيا، اللذين كثّفا عملياتهما مؤخراً في ولايات بورنو، أداماوا، و يوبي، مستهدفين قرى نائية وقواعد عسكرية، ما يُبرز هشاشة الوضع الأمني رغم الجهود الحكومية.
ويُسلّط هذا الهجوم الضوء على الحاجة الملحّة إلى مراجعة شاملة للمنظومة الأمنية في شمال نيجيريا، بما في ذلك تعزيز الإستخبارات المحلية، و تكثيف التنسيق بين الجيش و الميليشيات المجتمعية، و توفير دعم لوجستي و تقني يُمكّن من رصد التهديدات قبل وقوعها.
كما يُبرز أهمية الإستثمار في البُعد التنموي و الإجتماعي، من خلال إطلاق برامج تعليمية و توعوية تُحصّن الشباب من الإستقطاب، و تُعيد بناء الثقة بين الدولة و المجتمعات المحلية، باعتبار أن المعركة ضد الإرهاب لا تُحسم بالسلاح فقط، بل أيضاً بالعدالة و الفرص و الكرامة.