
هومبريس – ج السماوي
في أول ردّ إيراني رسمي بعد الضربات الأميركية التي استهدفت مواقع نووية داخل البلاد، خرج علي شمخاني، مستشار المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، بتصريحات نارية تؤكد أن إيران لم تفقد أوراقها الٱستراتيجية، رغم ما وصفه بـ”الضربات العمياء”.
وكتب شمخاني على منصة “إكس”: “حتى لو دُمّرت المواقع النووية، فإن اللعبة لم تنتهِ، المواد المخصبة و المعرفة المحلية و الإرادة السياسية باقية”.
وأضاف أن المبادرة باتت في يد الطرف الذي يُدير اللعبة بذكاء، في إشارة إلى أن طهران لا تزال تحتفظ بخيارات متعددة للرد، و أن “المفاجآت مستمرة”، ما يُوحي بأن التصعيد لم يبلغ ذروته بعد.
هذه التصريحات تعكس ثقة إيرانية واضحة في استمرار البرنامج النووي، ليس فقط من حيث المواد، بل من حيث البنية المعرفية و الكوادر البشرية، و هو ما يُعقّد أي محاولة لشلّ هذا البرنامج عبر الوسائل العسكرية وحدها.
كما تُبرز الرسالة الإيرانية رغبة في إعادة ضبط قواعد الإشتباك، عبر التأكيد على إمتلاك زمام المبادرة، في وقت تتزايد فيه الدعوات الدولية لإحتواء التصعيد و تفادي إنزلاق المنطقة نحو مواجهة شاملة.
وفي ظل هذا التوتر المتصاعد، يُطرح تساؤل جوهري : هل تسعى إيران إلى ردّ محسوب يُعيد التوازن دون إشعال حرب مفتوحة، أم أن المنطقة مقبلة على موجة جديدة من التصعيد المتبادل..؟
من جهة أخرى، تُسلّط هذه التطورات الضوء على أهمية إمتلاك الدول لبنية تحتية معرفية مستقلة، إذ إن تدمير المنشآت لا يعني بالضرورة نهاية المشروع، ما دام العنصر البشري و الخبرة التقنية محفوظين.
كما تُعيد هذه الأزمة طرح ملف الرقابة الدولية على المنشآت النووية، و مدى فعالية الإتفاقيات السابقة في منع التصعيد، خاصة في ظل غياب الثقة بين الأطراف المعنية.