
هومبريس – ع ورديني
في ختام قمة الأعمال الأمريكية–الإفريقية بلواندا، أطلق المغرب رسالة واضحة للعالم : الرباط مستعدة لتكون القلب النابض لشراكة ثلاثية طموحة تجمع إفريقيا و الولايات المتحدة، مستندة إلى رؤية ملكية متبصرة، و إتفاقيات إستثمارية متينة، و موقع جيو-إستراتيجي يجعل منها بوابة إقتصادية لا غنى عنها.
الوزير المنتدب المكلف بالإستثمار، كريم زيدان، أكد أن المملكة، بفضل بنياتها التحتية المتقدمة مثل ميناء طنجة المتوسط و أول قطار فائق السرعة في إفريقيا، إلى جانب الميثاق الجديد للإستثمار، تُرسّخ مكانتها كمنصة إقليمية لتحفيز النمو المشترك، و تعزيز التكامل بين القارات.
من أبرز ما يعكس التزام المغرب العميق تجاه القارة، مبادرة إفريقيا الأطلسية، التي تهدف إلى ربط دول الساحل بالمحيط، و مشروع أنبوب الغاز العملاق الذي يعبر 13 دولة إفريقية و يخدم أكثر من 400 مليون نسمة.
هذه المشاريع ليست فقط بنى تحتية، بل أدوات سيادية لبناء إفريقيا قوية و متصلة.
في ظل أن 70٪ من سكان القارة دون سن الثلاثين، شدد الوزير على ضرورة تكوين أكثر من 230 مليون شاب في المهارات الرقمية بحلول 2030، و تقليص الفجوة الرقمية التي تحرم 600 مليون إفريقي من الإنترنت.
كما دعا إلى إرساء حكامة رقمية ذات سيادة، تُراعي خصوصيات القارة و تُعزز إستقلالها التكنولوجي.
زيدان لم يغفل الإشادة بالتزام الولايات المتحدة بتعزيز الحوار الإقتصادي مع إفريقيا، داعياً إلى بلورة ميثاق نمو جديد يقوم على الثقة و الإحترام المتبادل، و يُترجم إلى مشاريع ملموسة تُحدث فرقاً في حياة الشعوب.
وفي هذا السياق، أكد أن المغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، يظل شريكاً فاعلاً، مؤمناً بإفريقيا تصنع مصيرها بإرادتها، لا بإملاءات خارجية.